هناك 10 أسباب يمكن على ضوئها فهم الأسباب الكامنة وراء إبادة غزة. 1 – إن إسرائيل هي دولة " أمنية " وظيفتها الأساسية القتل. والدليل على ذلك أنها هي التي عطلت كل مبادرات السلام، خاصة أوسلو 1993 و أنابوليس 2008، ورفضت المبادرة العربية عام 2002 التي تقوم على " التطبيع الشامل مقابل السلام الشامل " وقال أولمرت بالحرف : " إنها تصلح فقط لسلة المهملات ". 2 – إن غزة هي مضمون سياسي وإيديولوجي تمثله أساسا حماس والجهاد، وهو يقف حائلا أمام تجسيد مخططات الصهيونية العالمية بيسر وسهولة، من خلال الممانعة والمقاومة وعدم الإعتراف بمسارات السلام وإسرائيل. 3 – تراكم الصمت العربي جراء مخططات الصهيونية منذ بداية مخطط " تنظيف غزة " الذي أدى إلى حصار عرفات في غرفة نومه ووفاته مغبونا في مستشفى بباريس، والقضاء على احمد ياسين والرنتيسي وغيرهم كثير، ثم صمت عربي آخر تجاه حصار غزة، وهو ما فهمته إسرائيل على أنه موافقة عربية أو دعوة عربية رسمية لإبادة غزة نهائيا. 4 – الإنقسام الفلسطيني الداخلي بين فتح وحمس، بين دعاة " أوسلو " ودعاة المقاومة، وقيام واشنطن وتل أبيب بتغذية الإنقسام ، وإشعال فتيل حرب أهلية بين الفريقين. هذا الإنقسام جعل فريقا يلوم حماس ويتهمها بتقديم الذرائع لإسرائيل، بعدما كان البيت الفلسطيني كله يدا واحدة ضد المحتل الصهيوني الغاشم. ويأتي قصف غزة للإنتصار لفريق " أوسلو ". 5 – عمالة بعض الأنظمة العربية الصريح لإسرائيل ، حيث يحظى العدوان الإسرائيلي على " العرب " بمباركة وتأييد عربي خاصة من قبل ما يسمى إسرائيليا " دول الإعتدال" ، سواء في حرب لبنان عام 2006 أو في محرقة غزة حاليا. 6 – استقالة الشارع العربي من هموم إخوانه وتهاونه عن حقهم في النصرة والتأييد، بسبب التضييقات الأمنية والبوليسية التي تفرضها الأنظمة الحاكمة على الشعوب من جهة، وإنشغال الشعوب من جهة أخرى بقضايا العيش وكرة القدم وقضايا تافهة عديدة. 7 – محاولة إسرائيل محو الهزيمة النكراء التي تلقتها على يد شجعان حزب الله في حرب تموز 2006 ، وقضاء المقاومة اللبنانية على أسطورة " الجيش الذي لا يقهر " وأسطورة بعض الأسلحة الإسرائيلية مثل " الميركافا ". 8 – قرب موعد الإنتخابات الإسرائيلية جعلت كل من ليفني وإيهود باراك وغيرهما يزجون بالدم الفلسطيني في الحملة الإنتخابية، فكلما قتلت أكثر كلما تضاعفت حظوظك في الفوز أكثر. 9 – قرب موعد الإنتخابات الفلسطينية ، حيث ترغب إسرائيل في إفراغ غزة من أصوات الناخبين بهدف تغليب الكفة لصالح شركاء " عملية السلام " المغلوطة والمفخخة. 10 – قرب رحيل جورج بوش من البيت البيض، جعل إسرائيل تنتهز الفرصة لإحراق غزة، حيث جرت العادة أن مع قرب مغادرة كل رئيس أمريكي يحدث عدوان ما على دولة ما، سواء كلينتون، أو بوش الأب، وخاصة الإبن.