أجمع بعض من المثقفين الذين تتبعوا الفعاليات الثقافية لهذه السنة أن عام 2008 شهد حركة ثقافية لا باس بها من حيث كم النشطات المقترحة خلال هذه السنة ، في حين دعا بعض الفنانين إلى إعادة الاعتبار للفنان وذلك من خلال الإفراج عن قانون للفنان الذي يحمي حقوقه، ومن جهة أخرى ثمن البعض جهود الدولة في إنعاش القطاع الثقافي . مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية عبد القادر بوعزارة سنة 2008 كانت سنة حافلة بالنشاطات، حيث تواصلنا في مجال الموسيقى الكلاسيكية مع مختلف الجمهور على الصعيد الوطني، كما نلاحظ تحسن ملحوظ في العشرية الأخيرة من حيث النشاطات الثقافية التي عرفتها الجزائر في مجال المسرح، الأدب، الفن السابع وغيرها. الدولة أصبحت تهتم أكثر بالثقافة مقارنة بالماضي وهذا ما يجعلنا نواكب عهد التفتحات في مجال التكنولوجيات الحديثة والعولمة، هذه السنة بالنسبة للأوركسترا لم تكن أبدا سنة ركود ، استطعنا أن نستقطب أكبر عدد من عشاق الفن الكلاسيكي الراقي في مختلف الولايات التي زارتها الأوركسترا ، ووصلنا إلى نتيجة بديهية وهي أننا نملك جمهور ذواق متعطش للفن الراقي. الباحث والشاعر محمد حليم طوبال هي سنة مميزة وطنيا بحيث أنها بعثت روحا جديدة تنفست من خلالها كنوز ثقافية عبر التبادل الثقافي بين الولايات بميكانزمات جديدة ميّزت هذه السنة. أما فيما يخص الأدب الشعبي الملحون أرى من الواجب تكوين لجان جهوية موسعة قصد غربلة ما يكتب و يسمى بالشعر الملحون لأنه أصبح مجرّد ترتيب كلمات و وضع قافية لكن هذاما أدى إلى الرداءة. الفنان المسرحي عبد الحميد رابية الثقافة الجزائرية شهدت خلال هذه السنة تطور ملحوظ على جميع الأصعدة، المسرح الجزائري مثلا قدم الكثير لجمهوره الكبير والصغير، لكن نتأسف للوضعية الاجتماعية للفنان التي لم تتغير ، حيث لا يزال يعاني من التهميش إذ لا يتمتع بكامل حقوقه الاجتماعية ،على سبيل المثال "منحة التقاعد" التي يتقاضها على آخر زمنه ليست كافية لسد أدنى حاجياته ، كما هناك ظاهرة الأفلام ذات الإنتاج المشترك مع الغرب و التي أضحت تغزو قاعاتنا السينمائية وتقدم للجمهور الجزائري كمادة سينمائية من" طراز عالي" لكن على حساب قيمنا وتقاليدنا العريقة فهي لا تتماشى مع مجتمعنا. الفنان الشعبي محمد العمراوي هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة أين كانت الجزائر عاصمة للثقافة العربية هناك تراجع ملحوظ على بعض المجالات الثقافية خاصة بما يتعلق بالحفلات والسهرات الفنية ، حيث قمنا وقتها بعدة جولات على مستوى القطر الوطني ، سنة 2008 بنسبة لي شخصيا هي سنة ركود التراجع الملحوظ اشتكى منه معظم الفنانين و في مختلف الطبوع الفنية وحتى على مستوى القنوات التلفزيونية الجزائرية لم يعد يبث إلا القليل من الحفلات والقعدات الشعبية التي اشتاق لها المشاهد الكريم.