قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة أمس الاثنين 05 جانفي 2009 بحكم البراءة لطالب جامعي من تهمة الانخراط في جماعة إرهابية و التخطيط لتنفيذ عمليات انتحارية تعود وقائع القضية الى تاريخ 03 أفريل 2008 عندما أوقف الأمن العسكري التابع لدائرة تاجنانت المدعو ك. عبد الكريم 22 سنة يقطن بدائرة تاجنانت ولاية ميلة و يدرس سنة ثانية بقسم الهندسة المعمارية زرزارة جامعة منتوري قسنطينة وذلك بتهمة الإنخراط في أكبر جماعة إرهابية تنشط بجبل الوحش قسنطينة، و قد اعترف المتهم في بادء الأمر أمام الضبطية القضائية بانخراطه في جماعة إرهابية تحت إشراف " امرأة" و قامت هذه الأخيرة بمنحه مبلغ مليار من العملة الصعبة على اساس أن يشتري سيارة من نوع 604 و التوجه بها الى وهران و القيام بعمليات انتحارية، و قامت بتحضيره و تجنيده من أجل تفجير أحد الملاهي الليلية بولاية وهران و مدرسة ضباط الصف للدرك الوطني بسيدي بلعباس، إلا أنه في التحقيق الثاني أنكر ما أدلى به من تصريحات، و كرر في جلسة المحاكمة نفيه بأنه لم يلتق باي مجموعة إرهابيةو لم يشارك في اي عملية انتحارية أو تفجيرات.. وأوضح المتهم أمام المحكمة أن الظروف الإجتماعية اضطرته الى التوقف عن الدراسة و الذهاب الى ولاية تبسة و العمل لمدة شهر كغاسل للبطاطا بإحدى المزارع ببلدية الحويجبة المحاذية لجبل البيض مقابل 20 ألف دينار، و أنه اقترض على مرتين مبلغا ماليا قدره 3000 دينار من عند أحد معارفه ، وهو ما أكده صاحب المزرعة المدعو د. شوقي الذي اكد أن المتهم لم يفارقه طيلة المدة التي عمل بها بمزرعته.. الشهود أكدوا أن المتهم عند عودته من تبسة كان مضطربا نفسيا و بدت عليه سلوكات غريبة لم يعهدوها من قبل، مثل حثهم على الصلاة و العودة الى الله و هكذا أمور، في حين اعتبرت النيابة العامة الجريمة واضحة و أركانها ثابتة بدليل أن المتهم كان يعمل بالمزرعة نهارا، و يقضي ليله في جبل الأبيض مع المجموعة الإرهابية ملتمسة في ذلك عقوبة المتهم بأربع سنوات سجنا نافذة ، ليؤكد الدفاع في مرافعته على غياب الأدلة الكافية و المقنعة التي تثبت أن موكلها انخرط انخراطا فعليا واقعيا في المجموعة الإرهابية و أن المدة )شهر( التي قضاها المتهم في تبسة لا تكفي لتجنيد شاب لا دراية له بالعمليات الإرهابية ملتمسة من هيئة المحكمة بتبرئة موكلها، وقد صادقت المحكمة على طلبات الدفاع حيث اصدرت حكمي يقضي بتبرئة المتهم من كل التهم المنسوبة إليه..