حضر الرئيس الشاذلي بن جديد مناسبة انضمام الجزائر لهيئة الأممالمتحدة بنيويورك سنة 1962، وغداة ذلك انتقل إلى واشنطن ليقابل الرئيس الأمريكي اذاك جون كنيدي. وإثر هذه المقابلة توجه الوفد الجزائري مباشرة إلى كوبا التي كانت على خلاف حاد مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب الصواريخ الروسية التي تحصلت عليها كوبا في ذلك الوقت. اللقاء بين الرئيس الشاذلي بن جديد والرئيس فيدال كاسترو كان أخويا وحارا وصادقا نسجت فيه الخيوط الأولى للعلاقة الجزائرية – الكوبية التي زادت تحصينا مع الأيام، بالرغم من تحول النظام السياسي في الجزائر من شمولي كان يجمع بين البلدين في معسكر واحد إلى نظام تعددي ديمقراطي لم تدخله كوبا بعد، وأيضا بالرغم من تعاقب المسؤولين الجزائريين على المسؤولية وتدويرها بينهم، وبقائها في كوبا بين أحضان أسرة كاسترو إلى يوم الناس هذا. وتفيد معلومات مؤرخة أن الرئيس الأمريكي –جون كنيدي- لم يعلم بزيارة الوفد الجزائري إلى كوبا يومئذ إلاّ بعد أن حط الرحال بها، الأمر الذي فاجأه واستنكره. إلاّ أنّ المجاهد عبد الرزاق بوحارة الذي كان رقما مهما في الوفد الجزائري، أكد لي أن الرئيس الأمريكي كان على دراية بزيارة الوفد الجزائري إلى كوبا، وأن جون كنيدي حمّل الرئيس الشاذلي بن جديد رسالة شفوية إلى الرئيس فيدال كاسترو، وللأمانة العلمية العهدة على الرواة. وفي إطار تعزيز العلاقات الجزائرية – الكوبية، وبمناسبة زيارة الرئيس راوول كاسترو الصغير إلى الجزائر مطلع هذا الأسبوع، والذي ظهر عليه الارتياح الكامل، والسعادة المطلقة كطفل أعادوه إلى أبويه، فيوم حلوله ببلدنا تحديدا، شرعت اسبانيا في إعطاء شهادة الجنسية وجوازات السفر إلى كوبيين من أصل اسباني تنفيذا لقانون كانت قد سنته ليستفيد منه حوالي مليون كوبي أجدادهم من أصول اسبانية مهما كانت درجة الرابطة النسبية، وقالوا فيما قالوا أن عائلة كاسترو هي الأخرى من أصول اسبانية، ولعهد قريب. ومادام أن الإسبان إما أنهم من أصول أندلسية، وإما أنهم ورثة الأندلس، وإما أنهم من مواليدها، فإن الكثير منهم من أصول عربية لا شك. وكون الرابطة الجزائرية – الكوبية من خلال عائلة كاسترو قوية الوشائج، ومحفوفة بشمائل التقدير والاحترام المتبادل دون انقطاع منذ نصف قرن من الزمن، فالأولى والأحرى والحال هذه بعائلة كاسترو الكوبية، الاسبانية، الأندلسية، أن تكون من أصل عربي...!؟