أخيرا وبعد سنوات من الغياب أو التغييب عن المشهد الثقافي والفكري في الجزائر وخارجها..ها هو اتحاد الكًتّاب الجزائريين يستعيد رمق الروح الأخيرة ليقول للملأ: شكرا.. رغم كل ما قد يقال عنه إلاّ أن ترميم البيت بدأ ويبدو أن العودة إلى نقطة الصفر باتت مستحيلة، وقد سارت القيادة الحالية برغم كل شيء في طريق ترتيب الوضع وإنجاح فترة النقاهة التي كان على الاتحاد أن يمرّ بها بعد عاصفة الليل وأروقة المحاكم ونميمة الصالونات.. الآن وبعد إعادة تأسيس فروع الاتحاد في مختلف الولايات واستعادة الجزائر لمقعدها في اتحاد الكتّاب العرب وباقي المحافل، لم يبق الكثير لتحضير المؤتمر واختيار قيادة جديدة تعيد للاتحاد مصداقيته وتسمح له بمكان فاعل في الفضاء الوطني وممثلا لأجيال الكتّاب باتجاهاتهم المتنوعة وإيديولوجياتهم، كما سيكون سقفا جميلا للجيل الجديد من المبدعين والمثقفين الذين شرّدتهم مصالح ضيقة وتلاعبات رخيصة هنا وهناك.. اتحاد الكتّاب ليس ملكا لأحد، بل هو إرث المبدعين جميعا وبيت الكُتّاب كلهم، وآن لهم أن يكون لهم بيت.. سيكون تجديد فرع العاصمة يوم السادس عشر فبراير الجاري فرصة لتأكيد الدمقرطة والنزاهة داخل اتحاد الكتاب الجزائريين، ومناسبة لمنح الفرصة للنزاهة ومشروع تجديد روح هذا الفرع ومن خلاله الاتحاد كله، وسيسمح المؤتمر المنتظر عقد قبل نهاية جوان القادم ببروز قيادة طموحة لا تعاني من الترّهل وبوادر الشيخوخة الإبداعية والفنية، وسينتظر كثير من الملاحظين صدق هذا المسعى وتوجّه القائمين عليه من خلال القيادات الجديدة في المجلس الوطني والمكتب والرئيس طبعا وفق برنامج طموح لا يفاوض إلاّ على اتحاد قوي ومؤثّر في الأحداث دون تبعية واتحاد يشرّف الجزائر في المحافل الدولية والمناسبات الواعدة يوصلها مشروعها الوطني وقيمها الوضيئة إلى العالم وإلى جميع الأحرار فيه ومن يناضلون لعولمة دون هيمنة ولمجتمع إنساني بكل الخصوصيات. "إن إذا لناظره قريب".