اتهمت منظمة العفو الدولية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتعذيب وقتل عدد من الفلسطينيين الذين ينتمون إلى تنظيمات مناوئة لها، وخاصة حركة فتح وعناصر من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وذلك إثر اتهامهم بالتجسس عليها لصالح إسرائيل، خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. ونقلت شبكة "سي. أن. أن" الإخبارية الأمريكية عن تقرير للمنظمة أن حماس قتلت 24 شخصاً على الأقل، معظمهم من المدنيين، في حين جرى إطلاق النار على عشرات من الفلسطينيين الآخرين في مواضع من أجسامهم بهدف إلحاق شلل دائم بهم.وذهب التقرير إلى أن بعض الذين قتلوا جرت تصفيتهم على أسرّة المستشفيات. وكان كبار قادة حماس قد اتهموا عناصر حركة فتح علنا بالتجسس لصالح إسرائيل، وذهبوا إلى أن أجهزتهم الأمنية أجرت عمليات اعتقال على هذا الأساس، غير أنهم نفوا إصدار أوامر بقتل أولئك العناصر، ملقين بالمسئولية في ذلك على عناصر غير منضبطة. ووفقاً للمنظمة، فإن من بين ضحايا حماس السجناء الذين فروا من سجن غزة المركزي بعد تعرضه للقصف الإسرائيلي في أول أيام الهجوم على القطاع، حيث ذكر التقرير أن بعض السجناء الجرحى جرت تصفيتهم بإطلاق النار عليهم وهم على أسرة المستشفيات التي قصدوها للعلاج. وحسب المنظمة، فإن المهاجمين "لم يتكبدوا عناء إخفاء أسلحتهم أو هوياتهم، بل على العكس من ذلك، تصرفوا بصورة علنية ودون تحفظ كما لو أنهم يفتخرون بما قاموا به" . وأضافت أن حماس خطفت الذين صفتهم من بيوتهم، وقامت بعد ذلك برميهم مقتولين أو مجروحين في أماكن نائية. وكانت حركة فتح قد نفت بشكل قاطع أن يكون عناصرها قد تعاونوا مع الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات غزة، مشيرة إلى أن 175 من مؤيديها تعرضوا للاعتقال في غزة خلال المواجهات. ويشار إلى أن حركتي فتح وحماس خاضتا مواجهات دامية في جانفي 2006، انتهت بمقتل المئات، وسيطرة حماس على قطاع غزة. وقد وسع الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة الهوة بين الحركتين، وذلك بعد أن اتهمت كل منهما الأخرى بالتعاون مع محور إقليمي ضد الآخر.