حماس تقطع الطريق أمام الدور المصري في مسار المصالحة الفلسطينية انقطعت بشكل مفاجئ شعرة معاوية التي كانت تربط إلى وقت قريب العلاقات المتذبذبة بين السلطات المصرية وحركة المقاومة الإسلامية حماس باتهامات خطيرة باتجاه أجهزة الأمن المصرية ستفقد مصر كل دور في معادلة الصلح الفلسطينية.وانتهت علاقة الود بين الطرفين على خلفية اتهامات لاذعة باتجاه مصر باعتقال وتعذيب فلسطينيين ينتمون إلى مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية دون تهم محددة ولأكثر من ست سنوات. ويبدو من خلال هذه الاتهامات أن حركة المقاومة الفلسطينية حاولت الاحتفاظ بهذه القضية طي الكتمان بدليل أن معاناة المعتقلين متواصلة منذ ست سنوات على أمل تمكن الوسيط المصري من تحقيق تقدم على طريق المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية. ولكن اتهامات مبطنة ما انفك مسؤولون في حركة حماس يوجهونها باتجاه مصر بالانحياز إلى جانب طروحات حركة فتح ومواقفها جعلت سامي ابو زهري الناطق باسم حركة حماس يفيض غيضا ويفجر قنبلة التعذيب في السجون المصرية ضد رعايا فلسطينيين. وفضح ابو زهري بأن أجهزة المخابرات المصرية تحتجز 30 عضوا ينتمون إلى مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية من بينهم 11 سجينا ينتمون إلى حركة حماس وطالب السلطات المصرية بإطلاق سراحهم. ووصف قيادي حركة حماس أن الوضعية الصحية والنفسية لهؤلاء المعتقلين الذين تراوحت سنوات اعتقالهم ما بين سنة وست سنوات في السجون المصرية أصبحت كارثية بسبب تعرضهم لأبشع عمليات التعذيب بدءا بالصعق الكهربائي وتعليقهم في وضعيات لا تطاق ولعدة ساعات وتعريضهم لشتى أنواع الضرب المبرح من اجل إرغامهم على الكشف عما لديهم من معلومات. وقال ابو زهري أن السلطات المصرية لا تأخذ وضعية هؤلاء محل الجد بدليل أن أساليب التعذيب ضدهم زادت بشاعة في المدة الأخيرة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يثور فيها احد قادة حركة حماس ضد السلطات المصرية وأجهزتها الأمنية منذ فشل الوساطة المصرية في تقريب وجهات النظر بين حركة فتح التي يقودها الرئيس محمود عباس وغريمتها حماس وأيضا بعد أن فشل مدير جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان في التوصل إلى اتفاق بخصوص إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي ضمن صفقة لتبادل الأسرى الفلسطينيين. ويتأكد من خلال تفجير هذه القنبلة وفي هذا التوقيت بالذات أن حركة حماس أرادت الاحتفاظ بالورقة المصرية إلى آخر لحظة بحكم العلاقات المصرية-الفلسطينية ولكن الشك بدأ يسري فيها بعد جولات الوساطة المصرية التي انتهت جميعها إلى الفشل بسبب التحفظات التي أبدتها حركة حماس ضد تصريحات المسؤولين المصريين الذين فقدوا حيادهم في أحداث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وجاءت اتهامات أبو زهري أمس لتقطع الشك باليقين حول انتهاء علاقة الود بين القاهرة وحركة حماس وانتهائها إلى قطيعة نهائية تؤشر إلى انتهاء الدور المصري في المعادلة الفلسطينية مما جعل أنظار الفلسطينيين لدى مختلف فصائل المقاومة تتحول بالتدريج شمالا باتجاه سوريا وتركيا وحتى روسيا.