نفى أمس وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني وجود أي علاقة بين الانفجار الإرهابي الأخير بتبسة وإعلان ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة، موضحا أن طريقة تنفيذ هذا الاعتداء تعكس يأس بقايا الجماعات الإرهابية وتثبت أنهم محاصرون حاليا في معاقلهم الأخيرة. أعلن وزير الداخلية أن تزامن تنفيذ الاعتداء الأخير بتبسة الذي خلف مقتل عائلة تتكون من سبعة أشخاص على اثر انفجار لغم وضع على حافة الطريق مع إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المنتظرة في 9 أفريل المقبل لا يحمل أي دلالة، مفندا بذلك ادعاءات حاولت بعض الأوساط ترويجها عن رسائل مزعومة أرادت الجماعات الإرهابية تمريرها والتأكيد بالتزامن مع إعلان رئيس الجمهورية نيتها في الترشح لعهدة ثالثة أنها مازالت تنشط وقادرة على تنفيذ ضرباتها، وهو ما يتناقض مع مضمون التقارير الأخير الصادرة عن هيئات أجنبية حول الحصيلة الأمنية في الأشهر الأخيرة أجمعت كلها على تأكيد التراجع القياسي في مستوى النشاط الإرهابي و النجاح الذي حققته قوات الجيش ومختلف الأسلاك الأمنية في تفكيك الخلايا الإرهابية وخلايا الإسناد وتعقب المسلحين والقضاء على عدد منهم، من بينهم قيادات مقربة من أمير التنظيم عبد الملك درودكال. وأكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية أن الطريقة التي نفذ بها الاعتداء الذي استهدف مساء يوم الخميس الماضي عائلة بتبسة كانت تقل شاحنة عندما انفجر لغم تم وضعه على حافة الطريق يثبت بأن الإرهابيين "محاصرون في معاقلهم الأخيرة، في إشارة منه إلى درجة اليأس التي تعاني منها هذه الجماعات وتراجع نشاطها، مضيفا مخاطبا الجماعات المسلحة على هامش حضوره درس تحسيسي بأهمية الانتخابات ألقاه وزير التربية بثانوية حسيبة بن بوعلي "يجب أن يعي ما بقي من الإرهابيين القلائل الذين لازالوا يرفضون السلم أنهم في طريق مسدود"، وأضاف زرهوني"إننا نكافح هذا النوع من الأعمال الإرهابية وعندما يستهدفون عائلات على هذا النحو فإن ذلك يدل و أكررها ثانية على أنهم محاصرين في معاقلهم الأخيرة". وجاء تصريح وزير الداخلية ليعزز ما أكدته تقرير مختلفة حول نجاح الحصيلة الأمنية حيث أجمعت كلها على التحسن الأمني الكبير الذي تعيشه مختلف مناطق البلاد منذ أشهر وتراجع النشاط الإرهابي الذي يفسره المتتبعون للملف الأمني بالعديد من العوامل أهمها النجاحات الكبيرة التي تحققها مصالح الأمن بمختلف أسلاكها في مكافحة الإرهاب، والاعتماد بشكل كبير وربما غير مسبوق على الاستخبارات لتفكيك الخلايا الإرهابية خاصة الانتحارية وتعقب العناصر المسلحة النشطة وتفكيك خلايا الدعم والإسناد التي تعتبر الشريان الرئيسي للمجموعات الإرهابية للتزود بالمؤونة والسلاح والمال وحتى المعلومات حول تحركات قوات الجيش والأمن، بدليل النزيف الحاد الذي يعاني منه تنظيم عبد الملك درودكال، وتسليم العديد من المسلحين لأنفسهم، ومن بين هؤلاء التائبين الجدد أمراء سرايا ومقربين من قيادة التنظيم الإرهابي، على غرار على بن تواتي المكنى ب "أبو تميم"، أمير كتيبة الأنصار التي تنشط على محور برج منايل ويسر شرقي بومرداس، وصولا إلى جبال سيدي علي بوناب بولاية تيزي وزو، علما أن "أبو تميم" يصنف ضمن المقربين من الأمير الوطني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.