عاد أول أمس الجمعة إلى باريس الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حساني المتهم من قبل القضاء الفرنسي بالضلوع في عملية اغتيال المحامي المعارض علي مسيلي سنة 1987، بعدما كان قد غادرها على اثر الرفع الجزئي للرقابة القضائية المفروضة عليه، وهو ما يناقض التخوفات التي عبر عنها الطرف المدني من طي هذا الملف، ويؤكد مرة أخرى براءة المتهم من هذه القضية التي عكرت صفو العلاقات الجزائرية الفرنسية. كشفت مصادر للموقع الاليكتروني "كل شيء عن الجزائر" أن الدبلوماسي محمد زيان حساني، المتهم بالضلوع في عملية اغتيال المحامي المعارض المقرب من جبهة القوى الاشتراكية على التراب الفرنسي في سنة 1987 قد عاد إلى باريس أول أمس الجمعة، و كان حساني قد غادر الأراضي الفرنسية نحو الجزائر لأول مرة منذ توقيفه في مرسيليا في 14 المنصرم، بعد قرار القضاء الفرنسي تخفيف الرقابة القضائية ورفعها جزئيا عليه، والسماح له من قبل محكمة الاستئناف بباريس في 27 فيفري الماضي بمغادرة التراب الفرنسي مما أثار غضب الطرف المدني بحجة أن قرار القضاء قد يؤدي إلى قبر ملف القضية التي تعتبر جد حساسة لارتباطها بالدبلوماسية. ولاحظ العديد من المراقبين بأن عودة محمد زيان حساني إلى باريس تذهب في الاتجاه المعاكس تماما للجدل الذي أثاره الطرف المدني في القضية، بحيث يمكن اعتبارها، حسب مقربين من المعني، كدليل على أن الدبلوماسي الجزائري يرغب في أن تواصل السلطات القضائية الفرنسية تحقيقاتها، علما أن قاضي التحقيق (ألان فليبو) كان قد استمع إلى حساني في الثالث من مارس الجاري مباشرة بعد قرار العدالة الفرنسية رفع الرقابة القضائية جزئيا عنه. وللإشارة أثبتت نتائج تحليل الحمض النووي التي خضع لها مسؤول التشريفات بوزارة الخارجية محمد زيان حساني براءته من تهمة المشاركة في اغتيال علي مسيلي، ويؤكد محاموه أن الملف خال من أي أدلة، وهو ما جعل رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان مصطفى فاروق قسنطيني يؤكد بأن القضية لها طابع سياسي. وصرح وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني للصحفيين على هامش زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الأخيرة لولاية بسكرة "ليس بوسعنا إلا أن نعرب عن ارتياحنا للانفراج الذي عرفته هذه القضية لأنها كادت أن تلقي بظلالها على علاقاتنا مع فرنسا"، وأضاف قائلا بأن " العدالة الفرنسية أدركت أخيرا و بعد طول انتظار على مستوى الجهات المختصة أنها كانت مخطئة" . للعلم أثارت قضية الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حساني موجة من الجدل المحموم حول مستقبل العلاقات بين الجزائر وباريس، وقد وصف وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس احتجاز فرنسا لمسؤول التشريفات بالخارجية ب "الشوكة" في حلق العلاقات الجزائرية الفرنسية، كما شكك العديد من المسؤولين الجزائريين في خلفيات الملف، وذهبت بعض الأوساط إلى حد ربط تأجيل الزيارة التي كان ينوي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة القيام بها إلى فرنسا بملف قضية حساني.