اختلفت آراء الصحفيين العاملين في وسائل إعلام أجنبية، والذين قدموا إلى الجزائر لتغطية الانتخابات الرئاسية التي تمت أمس، إلا أن كل من التقيناهم بالمركز الدولي للصحافة الذي غص أمس بكم هائل من عمال مهنة المتاعب، ومن بينهم 250 عنوان أجنبي من الصحافة المكتوبة و50 مؤسسة إعلامية بين وكالات أنباء وفضائيات تلفزيونية ،قد اجمعوا على إجراء هذا الاقتراع في ظروف تقنية شفافة ،ولا وجود للتزوير الذي تكلمت عنه بعض الأطراف،مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية هذا الموعد الانتخابي بالنسبة للمسار الديمقراطي في الجزائر . محمود النجار من وكالة الشرق الأوسط للأنباء يرى محمود النجار أن الانتخابات الرئاسية قد جرت في أجواء ايجابية للغاية، وأن هذا الأمر قد بدا ظاهرا للعيان منذ بدء الحملة الانتخابية التي دامت ثلاثة أسابيع، مضيفا أن اطلاعه الميداني على الظروف التي جرى فيها الاقتراع كانت متكاملة من جميع الأطراف ، فالدولة حسبه -قد وفرت كافة الضمانات والشروط اللازمة لإنجاح هذه العملية سواء بالنسبة لاستدعاء أكثر من 200 مراقب دولى تابعين لهيأت دولية معروفة ، أو فيما يتعلق أيضا بوجود اللجنة السياسية المستقلة لمراقبة الانتخابات . وقال النجار أن المفاجأة في رابع انتخابات تعددية في الجزائر لن تكون في اسم الرئيس الفائز بقدر ما ستكون في ارتفاع نسبة التصويت، مردفا انه يتوقع أن يخيب الشعب الجزائري آمال الفضائيات ووكالات الأنباء الأجنبية التي روجت لفكرة المقاطعة وتدني نسبة المشاركة في هذه الانتخابات. سيد ولد سيد إذاعة صوت أمريكا بين مبعوث صوت أمريكا لتغطية الانتخابات الرئاسية في الجزائر انه قد لاحظ من خلال زيارته لسبع مكاتب انتخاب بمنطقة المحمدية الواقعة في شرق العاصمة أن الظروف التقنية التي وفرت لإجراء الانتخابات كانت ايجابية وعادية وهي لا تختلف عن تلك المتوفرة في أي بلد ديمقراطي آخر من الدول . وبخصوص إقبال المواطنين على صناديق الاقتراع ، أوضح سيد ولد سيد انه زار هذه المكاتب عند الساعة التاسعة صباحا ، ولم يلاحظ وجود ناخبين كثر ، إلا انه بين أن نسبة الإقبال تكون قد ارتفعت بعد ذلك وفق ما استقاه من المسؤولين على مراكز الانتخاب الذين أفادوه بأن تواضع نسبة الإقبال في هذه الفترة سببه حالة الطقس الممطرة التي طبعت الساعات الأولى من يوم أمس ، كما شدد محدثنا على أن الانتخابات قد جرت في ظروف عادية . مروة يونس من الوكالة العربية للأخبار ترى مروة ذات الأصول الفلسطينية، والمتواجدة بالجزائر منذ 10 سنوات لا بالجزائر وعملت مع عديد القنوات المصرية أن رئاسيات هذا العام قد سادها الهدوء ، خاصة عند ملاحظة مجريات الحملة التي غاب عنها السباب كما حدث في رئاسيات 2004 ، مضيفة أن المترشحين الخمسة الآخرين قد انتقدوا الرئيس المترشح إلا أنهم لم يصلوا إلى حد الشتم والسب . وفيما لاحظته خلال زيارتها لمراكز الانتخاب ، توضح مروة يونس أنها قد لمست عند زيارتها لأحد الأحياء الشعبية بمنطقة باب الوادي إقبالا من الشباب على الانتخاب ، معلنين صراحتهم أنهم قد أعطوا صوتهم للمرشح عبد العزيز بوتفليقة ، وأنهم يريدون الاستمرارية رغم أنهم لم يحصلوا في عهدتيه السابقتين على كلما يطلبونه ، إلا أنهم يأملون أن يمكنوا من ذلك خلال العهدة القادمة ان زكى الشعب بوتفليقة لعهدة جديدة. وفي السياق ذاته ، أبدت ممثلة الوكالة العربية للأخبار عن تفاجئها للازدحام الذي شهدته صبيحة أمس، ما يعني أن الجزائريين قد توافدوا على مكاتب الاقتراع، وهو ما لم تشهده خلال الانتخابات التشريعية والمحلية السابقتين. عادل قسطل من قناة فرانس 24 يرى مبعوث القناة الفرنسية التي استحدثتها سلطات الاليزيه لمواجهة احتكار قناتي الجزيرة القطرية و ''سي آن آن'' الأمريكية للمشهد الإعلامي العالمي أن هذه الانتخابات مهمة جدا بالنسبة للمسار السياسي للبلاد ،مشيرة إلى إجرائها في ظروف شفافة ، حيث قال أن انتخابات أمس ليست '' مزورة '' إلا أنها تفتقد -حسبه - لعنصر الإثارة ، نظرا لقوة الرئيس المترشح لعهدة ثالثة ، الأمر الذي أحال -حسب عادل قسطل المرشحين الآخرين '' إلى ما وراء خط التماس".