كشف وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، أول أمس، عن قرب استحداث سلك مكلف بالأمن داخل المؤسسات المدرسية، إلى جانب توفير أعوان للشرطة خارج المدارس، لافتا إلى توقيع اتفاقية في هذا الصدد مع وزارات التضامن الوطني والعمل والداخلية، وأوضح بن بوزيد أنه سيتم تجنيد حوالي 500 ألف أستاذ ومصحح ومراقب للسهر على السير الجيد لامتحانات الباكالوريا وشهادة التعليم المتوسط التي خصصت لها ميزانية تفوق 4.5 مليار دينار. أشرف وزير التربية الوطنية، أول أمس برياض الفتح بالعاصمة، على اختتام الأبواب المفتوحة على التوجيه المدرسي والمهني التي انطلقت منذ السبت الفارط، وقد أوضح بن بوزيد في تصريح للصحفيين بهذه المناسبة أنه سيتم توقيع اتفاقية بين وزارتي التضامن الوطني والعمل والضمان الاجتماعي من أجل استحداث سلك مكلف بالأمن داخل المؤسسات المدرسية، حيث يضم معلمين مساعدين يتلقون أجورهم من وزارتي التضامن الوطني والعمل، كما ستقوم وزارة الداخلية والجماعات المحلية من جهتها بتوفير أعوان للشرطة خارج المدارس. وفي نفس السياق، أكد بن بوزيد أن العنف المسجل في المؤسسات المدرسية ليس ظاهرة خاصة بالجزائر، ولكن إجراءات تأمين المدارس سيتم اتخاذها بصفة احتياطية لتفادي الوصول إلى مراحل أخطر. وتطرق بن بوزيد في معرض إجابته على أسئلة الصحفيين إلى امتحانات نهاية السنة التي صارت على الأبواب، حيث أوضح أن الوزارة قد اتخذت كافة الوسائل البشرية والمادية من أجل ضمان تنظيم أمثل لامتحانات نهاية السنة الدراسية (2008-2009). ومن مجمل الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية لبلوغ هذا الهدف -حسب بن بوزيد – هو تخصيص ميزانية 4.5 مليار دينار لتنظيم الامتحانات، إلى جانب تعيين 500 ألف أستاذ ومصحح ومراقب للسهر على السير الجيد لامتحانات الباكالوريا وشهادة التعليم المتوسط. وفي نفس الشأن لفت وزير التربية إلى أن البرامج الدراسية سيتم استكمالها قبل 20 ماي المقبل، مضيفا أنه سيتم تنظيم لقاء وطني في هذا التاريخ بغرض تسليم خارطة طريق لمديرية الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، والتي ستكون بمثابة الأساس الذي يرتكز عليه إعداد مواضيع امتحانات نهاية السنة التي لن تأخذ بعين الاعتبار إلا الدروس التي تمت متابعتها خلال السنة المدرسية، مشيرا إلى رفضه إعداد مواضيع على أساس دروس لم يتم تناولها، وينتظر أن يقوم بن بوزيد بجولة عبر مختلف المؤسسات المدرسية يوم السبت المقبل يطلع خلالها على ظروف سير امتحانات الباكالوريا وشهادة التعليم المتوسط في مادة الرياضة. وأوضح الوزير، في نفس الموضوع، أنه سيتم إدراج مستجدات في إطار الإصلاحات المتعلقة بشهادة التعليم المتوسط، تتمثل في أن مواد الرسم والموسيقي ستكون مواد اختيارية بالنسبة ل 70 بالمئة من التلاميذ المعنيين بامتحان شهادة التعليم المتوسط. وبخصوص تكوين المعلمين ذكر الوزير أن قطاعه تكفل بمسألة المعلمين غير المتحصلين على مستوى جامعي، حيث سيتم تخريج دفعة جديدة تضم ألف معلم خلال السنة الدراسية الحالية، وسيتم توجيههم إلى التعليم المتوسط، مشيرا على أن هذه العملية خصصت لها ميزانية 50 مليون دينار على مدى 10 سنوات. أما فيما يخص الأيام المفتوحة على التوجيه المدرسي والمهني، فقد دعا بن بوزيد إلى تعميمها على جميع المؤسسات التعليمية بالقطر الوطني ابتداء من السنة القادمة بهدف التحسيس حول عملية التوجيه المدرسي والمهني، معتبرا أنها ستسهل عملية اختيار التلاميذ لمسارهم الدراسي سواء في الطور الثانوي أو في سلك التكوين المهني أو في الجامعة، كما ستسمح بتسهيل التوجيه على مستوى النظام التربوي، مشددا على ضرورة عدم اعتبار التوجيه نحو التكوين المهني بمثابة تسرب مدرسي، وأن هذه الظاهرة حاليا أقل مما كانت عليه من قبل، إذ أن عدد التلاميذ المتسربين من المدرسة اليوم يصل إلى 200 ألف تلميذ من أصل 8 ملايين متمدرس.