حذر أمس عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني لدى استقباله للناطق الرسمي باسم حركة حماس الفلسطينية من عواقب ما وصفه ب"تهلهل الصفوف" والتقسيم الجديد الذي يوزع الفلسطينيين بين خانتي "الاعتدال" أو"التطرف"، كما اعتبر أن التدخلات الأجنبية في القرار الفلسطيني من شأنها الحكم على القضية الفلسطينية بالفشل. استقبل أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم الناطق باسم حركة حماس الفلسطينية سامي أبو زهري بمقر الحزب بحضور أعضاء من أمانة الهيئة التنفيذية ورئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، ودار الحديث بين الطرفين حول مستجدات الساحة الفلسطينية، حيث حرص الناطق باسم حماس على نقل معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة وليطلب تدخلا جزائريا لرفع العراقيل التي تواجهها عملية إعادة الإعمار في غزة بعد العدوان الأخير الذي تعرضت له على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. ومن وجهة نظر بلخادم التي نقلها إلى حركة حماس عن طريق الناطق الرسمي باسمها فإن العدوان الأخير على غزة كان بمثابة نقلة نوعية على الصعيد السياسي بالنسبة للقضية الفلسطينية ورغم ما ألحقته من دمار وأضرار بالشعب الفلسطيني فإنها في المقابل كانت وراء تعرية العدو الإسرائيلي وفضح ممارساته، واستشهد بلخادم في طرحه بالتقرير الأخير للأمم المتحدة والذي يتحدث عن اعتداءات إسرائيلية طالت 8 مقرات لمنظمة غوث اللاجئين "الأونروا"، وقال إن حلفاء إسرائيل الذين اعتادوا التغطية والتستر على جرائر هذه الأخيرة اضطروا في العدوان الأخير وبالنظر لبشاعته إلى قول جزء من الحقيقة. وجدد بلخادم التأكيد لضيف الأفلان على موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية في كل الظروف، وقال إن الجزائر لم تقف على الحياد خلال العدوان الأخير مثلما يعتقد البعض بل كانت إلى جانب الشعب الفلسطيني، واعتبر أن مأساة الشعب ليس في العراقيل التي تواجه عملية إعادة الإعمار وكذا الحصار المفروض على غزة من قبل العدو الصهيوني لأن هذه مسألة محسومة ولا يمكن توقع شيئا آخر من العدو، وأن ما يدعو للاهتمام حسب بلخادم هو الشق الآخر للمأساة وأن التخوف الحقيقي هو من تهلهل الصفوف والتقسيم الجديد للفلسطينيين بين "معتدل" و"متطرف" إلى جانب التدخلات الأجنبية من هنا وهناك في القرار الفلسطيني، وذهب إلى القول"عندما تفقد فلسطين سيادة القرار سيكون مآل القضية الفشل، في إشارة واضحة من الأمين العام للأفلان إلى ولاءات الفصائل الفلسطينية لقوى عربية ودولية وإقليمية وضرورة أن تتحرر هذه الفصائل من هذه الولاءات وتتمسك بسيادة القرار الفلسطيني. وشدد بلخادم على أهمية وحدة الصف الفلسطيني لإجهاض مخططات العدو الصهيوني، معربا عن أسفه لأن العدوان الأخير لم يشجع الفصائل الفلسطينية على ترك خلافاتها جانبا والالتفاف حول موقف واحد، خاصة وأن المجتمع الإسرائيلي أثبت بأنه لا يريد السلام لأنه لو كان يريد ذلك لما أوصل إلى سدة الحكم من يرفض حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم الفلسطينية. وتجدر الإشارة إلى أن الناطق الرسمي باسم حركة حماس جاء إلى الجزائر باعتبارها من الدول التي لم تستثمر في القضية الفلسطينية ووقفت على نفس المسافة بين حماس وفتح لأن تتدخل وتقول كلمة في ما يجري على الساحة الفلسطينية خاصة في هذه المرحلة التي يجري الحديث فيها عن الانتخابات الفلسطينية وفي ظل التدافع الحاصل والذي قد يصل إلى حد استعمال السلاح.