وهيبة منداس أكد أحمد دلباني أن تنظيم الأيام الأدبية "عبد الله بوخالفة" ببسكرة من 26 إلى غاية 28 ماي الجاري هي استرجاع لذاكرة هذه التجربة الشعرية الخصبة التي رحلت مبكرا لكنها حفرت في معنى المسار الشعر الجزائري كما أن الراحل عبد الله بوخالفة إسم مميز عليه أن يأخذ موقعه الكامل في الذاكرة الأدبية الوطنية واختير اللقاء الأدبي الذي ينظمه الناقد أحمد دلباني بالتعاون مع مديرية الثقافة ودار الثقافة لولاية بسكرة شعار "من أجل إبداع شعري جزائري مفتوح على ليل المعنى"• ومن المنتظر أن تفتح الأيام الأدبية "عبد الله بوخالفة" التي كانت ذات صبغة محلية وتحولت إلى موعد وطني مفتوح أمام جميع المهتمين بالحقل الشعري والنقدي وفاعليه على غرار أزراج عمر، إدريس بوذيبة، سليمان جوادي، لخضر فلوس، إبراهيم صديقي، توفيق ومان، بوزيد حرز الله• ويضيف أحمد دلباني أنه سيتم خلالها تكريم الشاعر عثمان لوصيف• وجدت نفسي وأنا أكتب هذا المقال حول الأيام الأدبية "عبد الله بوخالفة" مسؤولة عن تقصي شذرات روحه وعوالمه• فما معنى أن ينتحر شاعر في ربيع العمر ال 24 على سكة الحديد أن يلقى جسده الهزيل وروحه المتعبة على صدأ سكة الحديد المحترقة ببرودة ويمضي القطار إنه منتهى الرفض والصراخ في صمت الإرتماء الأخير•• سلوك ليس بتفاهة الواقع الذي أحاط بيوميات الشاعر "عبد الله بوخالفة" الذي رسم في داخله حلم جيل كامل بل أحلاما فتح عيناه ذات يوم ليجدها مجرد خراب تتجاوز سطحيتها تفاهة كذبة سمكة أفريل لأن السمكة التي اكتشفها لم تكن سوى قرشا أو حوتا كبيرا ضخما يصطاد أحلامنا ويدخلنا عنوة دوامة الأسئلة المرهقة المزعجة لقناعاتنا والمغتصبة لطفولتنا والبراءة فينا قيل أن عبد الله بوخالفة لو بقي حيا لكان أهم شاعر مغاربي من الجيل الجديد لأنه اشتغل على الموروث العربي الإسلامي وغاص فيه شعريا ونقديا وصفة ينفرد بها كونه حاول التأسيس لمشروعه بناءا على رؤية موسوعية وهي صفة يفتقدها وللأسف مثقفينا ممن يرفعون شعار الشعر للإسترزاق كما أنه تجول في حدائق الإبداع بين كتابة نقدية شعر، قصة وإن لم ينشر أعماله غير أن الصفحات الثقافية لجريدة "النصر" احتضنت وتبنت مقالاته وكتاباته النقدية وأشعاره وجمع الناقد والمسرحي ناصر خلاف شتات كتاباته في مؤلف نادر هو شهادة إعتراف بهذا المبدع الذي مات مبكرا كما تحدثت الشاعرة اللبنانية جمانة حداد عنه ضمن مؤلفها حول الشعراء المنتحرين• إتجه الشاعر عبد الله بوخالفة الذي انتحر يوم 3 أكتوبر 1988 ليدفن يوم 4 أكتوبر 1988 أي يوم واحد قبل أحداث 5 أكتوبر 1988 التي غيرت مسار الجزائر في مستويات عديدة إلى عالم التصوف ويحمل فعل الإنتحار دلالة إستشرافية للمبدع ظل يصارع فكريا قيم عديدة حيث أصيب بنوبات غريبة وتوزعت قاعاته بين اليمين واليسار• ما زالت مخطوطاته الشعرية لدى العائلة والباحث لخضر رحموني تنتظر النشر وقد يتفاجأ الجميع بنبؤات الشاعر المنتحر•