حزب الرئيس مجرد إشاعات، هذا كلام سمعناه من قادة أحزاب التحالف الرئاسي، عبد العزيز بلخادم قال إن الرئيس لم يخبره برغبته في تأسيس حزب جديد، وأحمد أويحيى وصف الأمر بأنه مجرد كلام جرائد، وأبو جرة سلطاني ذهب أبعد من ذلك وقال إن ما يجري هو محاولة لاستعمال اسم الرئيس وشقيقه من قبل بعض الانتهازيين. ما قاله بلخادم وأويحيى لا يحمل شيئا كثيرا من اليقين، فمن خلال التصريحين نجد التأكيد على عدم وجود مشروع حقيقي إلى حد الآن، وبلخادم أشار إلى أن الرئيس لم يخبره وأنه لا يعلم بوجود مشروع لتأسيس حزب جديد، لكن القول إن هناك انتهازيين يريدون استعمال اسم الرئيس وشقيقه فيمثل أمرا آخر، والسؤال هنا هو ما الذي يمنع الرئيس أو شقيقه من نفي الخبر إلى حد الآن؟، فما يسميه أويحيى كلام جرائد أصبح مواضيع مفصلة عن اجتماعات تجري هنا وفيما وراء البحر من أجل ضبط كل التفاصيل، وأبو جرة سلطاني لا ينفي وجود مشروع حتى وإن كان يقول إن المشروع ليس حزب الرئيس، والمؤكد أن الدخان كثيف إلى درجة يصعب معها التصديق بعدم وجود نار. منذ سنوات والسياسة تدار في الجزائر بهذه الطريقة، جمعيات وأحزاب تظهر من أجل هدف محدد هو دعم مشروع أو شخص، يبدأ الأمر بكلام جرائد وينتهي حقيقة، ومن نعتقد أنهم مجرد انتهازيين ينتهي بهم الأمر في مناصب عليا في الدولة، ويصبحون من أصحاب الحظوة لدى أصحاب الحل والعقد، وهذا يكفي ليجعل جميع الناس يتأهبون للهجرة الجماعية إلى الهيكل الجديد بمجرد أن يتم الإعلان عن ميلاده، ولا أحد يريد أن يغامر اليوم بانتقاد الطريقة المعتمدة في جس النبض وتعبيد الطريق أمام هذا الحزب القادم الذي قد يولد عملاقا. من غير المعقول أن يقول زعيم حزب في التحالف مثل سلطاني بأن اسم الرئيس أصبح مطية يركبها الانتهازيون دون أن يكون هناك أي رد فعل، فالمطلوب في هذه الحالة هو كشف الانتهازيين وتعطيل مشروعهم، والأمر لا يتطلب أكثر من جملة تقال هنا أو هناك وتنقلها وسائل الإعلام، فهل من قائل؟.