رغم أن اللقاء الذي جمع قادة التحالف الرئاسي طغى عليه الحدث المتمثل في العدوان الهمجي الصهيوني على غزة المستمر للاسبوع الثالث على التوالي، بحيث تركزت مداخلات كل من عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني وأحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي وأبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم على ادانة واستنكار الهمجية الاسرائيلية والافتخار بصمود غزة، إلا أنه تم الاتفاق على فتح مداومة موحدة خلال الحملة الانتخابية لتنسيق العمل المشترك. كما كان متوقعا، تقرر فتح مداومة خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات الربيع المقبل تؤطر العمل المشترك لأحزاب التحالف الرئاسي في مبادرة أولى من نوعها من تأسيس التحالف وقبله الائتلاف. ويأتي قرار استحداثها لتأطير وتنسيق نشاط الاحزاب الثلاثة خلال الحملة الانتخابية للاستحقاقات الوشيكة. وتأتي هذه الخطوة، بعدما وجهت الاحزاب الثلاثة خلال اشغال القمة التاسعة دعوة الى رئيس الجمهورية للترشح مجددا، لاستكمال المسار التنموي والمشاريع الضخمة التي حملها برنامجه منذ اعتلائه سدة الحكم في ,1999 للتنسيق للمرحلة المقبلة وهي المحطة الاخيرة المتمثلة في الانتخابات. وقبل ذلك التفت احزاب التحالف ممثلة في الأفلان و الأرندي و حمس حول مسعى رئيس الجمهورية الذي أعلن عنه في خطاب القاه لدى افتتاح السنة القضائية، ويتعلق الأمر بتعديل الدستور، الذي لم يكن معمقا وإنما جزئيا، وكان الافلان سباقا الى الدعوة لتعديله لتمكين رئيس الجمهورية من الترشح لعهدة ثالثة، ورفع مقترحات الى القاضي الأول في البلاد في 2006 قال عنها بلخادم بأن البعض منها تم الاخذ به في انتظار تعديل معمق توقع أن يجري مطلع العهدة المقبلة. ويعكف قادة التحالف الذي افتك موقعا له في الساحة السياسية بعد 5 سنوات من ميلاده على ترسيخ هذه الهيئة من خلال تكريس العمل المشترك القائم اساسا على التفافها حول برنامج رئيس الجمهورية والحفاظ على المواقف المختلفة وتوجيهات كل حزب دون الانصهار في التحالف الرئاسي. ورغم الاختلافات التي لم ترق ابدا على خلافات جوهرية، إلا أن قادة التحالف ووعيا منهم بأهمية هذا الأخير الذي اكد نجاعته في الميدان حيث كان طوق نجاة في مختلف المناسبات بالنسبة للتشكيلات المنتمية اليه مثلما هو الشأن بالنسبة لحمس التي وان تدحرجت بسبب النتائج المحصلة في الانتخابات المحلية الا أنها ضمنت البقاء في حيز الأغلبية بفضل التحالف الذي ابقاها الى جانب الحزبين اللذين حققا نجاحا ساحقا باحتلالهما على التوالي المرتبة الأولى والثانية، ويتعلق الأمر بالافلان و الارندي، مع العلم أن سلطاني كان يوجه في كل مرة انتقادات لاذعة الى زميليه بلخادم واويحيى متهما اياهما بالانانية السياسية ورفض تنزيل التحالف الى المجالس المنتخبة ورغم رفضهما إلا أنه لم يفوت مناسبة القمة التاسعة لتوجيه الدعوة مجددا لهما من أجل ترقيته الى شراكة سياسية بمناسبة رئاسيات .2009