دعا الأستاذ بدر الدين الميلي أمس إلى ضرورة كتابة تاريخ الإذاعة والتلفزيون الجزائري، مشيرا إلى الدور الذي قامت به الجزائر في دعم الحركات التحررية في العالم بواسطة هاتين الوسيلتين الإعلاميتين، معتبرا أن الجزائر كانت قبلة الحركات التحررية في سنوات السبعينات. في محاضرة ألقاها بمركز"الشعب" للدراسات دعا الأستاذ الميلي إلى ضرورة تكاثف جهود الباحثين والإعلاميين والإطارات والمؤرخين من أجل الشروع في كتابة تاريخ الإذاعة والتلفزيون في الجزائر معتبرا أن ذلك لا يقل أهمية عن كتابة التاريخ بصفة عامة، كما شدد أيضا في محاضرته التي حملت عنوان: " جزائر السبعينات عاصمة إذاعات حركات التحرر الوطني " على ضرورة التركيز على مرحلة سنوات السبعينات باعتبار المرحلة الذهبية التي استقطبت فيها الجزائر كثيرا من الحركات التحررية وساندتها. وخلال المحاضرة التي حضرتها وزيرة الثقافة الفلسطينية وسفير فلسطينبالجزائر محمد حوراني إلى جانب سفير الشيلي وممثل السفارة الليبية بالجزائر، كانت همزة وصل أعادت إلى الأذهان الجهود التي بذلتها الجزائر في سبيل دعم كافة الحركات التحررية عبر العالم، وقد تطرق الأستاذ المحاضر إلى عدة عوامل جعلت الجزائر تنتهج هذا النهج ومنها تأميم المحروقات وغيرها، إلى جانب احتضانها لعدة قمم مثل القمة الإفريقية عام 1968 وقمة الأوبيب، وبعد أن أبرز الجهود التي بذلتها الجزائر في هذا الصدد ذكر الميلي بمقولة أحد المناضلين الأفارقة الذي وصف الجزائر بأنها مكة الحركات التحررية لافتا على أن عشرات الحركات التحررية من العالم كالشيلي والبرازيل وجزر الكناري إلى جانب الصحراء الغربية والمقاومة الفلسطينية... وغيرها كانت لها جميعا مكاتب في الجزائر. كما تطرق المحاضر إلى مختلف الحصص التي كانت تبثها الإذاعة الجزائرية حول بعض الحركات التحررية مذكرا بحصة "كلمة فلسطين"، وكذا "مغرب الشعوب". وقد اعتبر المتحدث أن هذه الحصص قد أثرت كثيرا على الجمهور خاصة في البرتغال وإسبانيا، وقد أسهمت في تحرير عدد كبير من البلدان الإفريقية التي كانت تحت سيطرتها، وبعيدا عن كل هذا تحدث الميلي أيضا عن فتح الجزائر لمجال تكوين الصحفيين و الإطارات في مجال السمعي البصري للعرب والأفارقة عامة، معتبرا أن مثل هذه المبادرة ستتبلور وتستمر. وبدوها أثنت وزير الثقافة الفلسطينية على دور الجزائر في دعم المقاومة الفلسطينية بمختلف الأشكال والأساليب، مشيرة إلى ضرورة أن تستمر الجزائر في دعم الفلسطينيين الذين مازالوا على طريق الكفاح من أجل نيل حريتهم.