وتشير مدونة تم استعراضها في دورات المجلس الشعبي الولائي السابقة التي اطلعت "الفجر" عليها إلى وجود قرابة 90 ألف تلميذ معوز داخل الوسط التربوي لديهم الحق في الإطعام، شطر كبير منهم لا يستفيدون من الوجبات الغذائية المخصصة لهم في المطاعم المدرسية لا تصلهم بشكل مستمر• وساهمت في ذلك عدة ظروف منها الطبيعية، ومنها المادية، بدءا من بعد هذه المؤسسات التربوية عن أماكن التموين بالمواد الأولية• فقرى "بن قشة" و"الطالب العربي" و"دوار الماء" و"نسة" و"الحمراية"، غالبية سكانها لا يصلهم الخبز بشكل منتظم، ولا يستعملونه في وجباتهم الغذائية، مما يعني استحالة توفير الخبز بشكل دائم لسكان هذه القرى نتيجة قلة الممونين، وهو ما يدفع القائمين على المطاعم إلى الاجتهاد في برمجة وجبات أخرى تكون بديلا عن النقص المسجل في تمويل بعض المواد الاستهلاكية• وبقرى "الهدهودي" و"القويرات" ببلدية رماس التي تعدّ عشا حقيقيا للفقر والحرمان، فتلاميذها محرومون من الإطعام أصلا• ولعل الأدهى، حسب تصريحات بعض منتخبي الولاية في المجلس الشعبي الولائي في دورته السابقة، هو تنقل تلاميذها يوميا من الصباح الباكر إلى مدارسهم، ويمكثون هناك إلى غاية المساء، لكن دون الحصول على طعام، وتصوروا أطفالا في عمر 10 سنوات صائمين لمدة يوم كامل فكيف يقدرون على الاستيعاب؟• وفي هذا الصدد طالب المنتخبون بضرورة تدخل السلطات الولائية بتوفير النقل المدرسي قصد نقل التلاميذ نحو المطاعم القريبة للاستفادة من التغذية المدرسية• كما أشار أعضاء المجلس الشعبي الولائي أيضا إلى نقص الإطعام لدى تلاميذ بلدية "بن قشة" الحدودية الذين حرموا من الإطعام بسبب بعد المؤسسات الدراسية عن بعضها البعض من جهة، وكذا افتقار عدد منها إلى المطاعم أصلا، حتى أن الكثير من مدراء المدارس استنجدوا بحجرات من المدرسة أوالإدارة لتحويلها إلى مطعم مدرسي مؤقت قصد توفير الأكل لجميع التلاميذ،• أزيد من 3 آلاف تلميذ معوز لا يستفيدون من الإطعام المدرسي تفيد السلطات الولائية لولاية الوادي أنه يوجد أكثر من ثلاثة آلاف تلميذ في الطور الابتدائي ضمن أكثر من 90 ألف تلميذ معوز لا يستفيدون من التغذية المدرسية• وأضاف مصدر مطلع على الموضوع أن السلطات العمومية منحت ميزانية خاصة بالمطاعم المدرسية للبلديات النائية، مشيرا إلى أنه تمّ هذه السنة فتح 15 مطعما مدرسيا جديدا، على أن يتم فتح نفس العدد السنة القادمة، قصد التكفل الكامل بالتغذية المدرسية لكافة تلاميذ سكان ولاية الوادي• وفي هذا الصدد أفاد عدد من المهتمين بالوسط التربوي ل"الفجر" أن الفقر والعوز الذي يتخبط فيه أهالي العائلات المعوزة بالقرى النائية حرم العديد من التلاميذ من الدراسة، كون آبائهم يمتنعون عن إرسالهم إلى المدارس لأنهم عاجزون عن التكفل بكافة مصاريف تمدرسهم، ناهيك عن الإرهاق الذي يوجد عليه أبناؤهم بسبب بعد مدارسهم عن منازلهم• كما أن أغلب هؤلاء أجمعوا على ضرورة تعميم النقل المدرسي على جميع تلاميذ سكان القرى النائية سيما بلديات "أمية" و"رماس" و"دوار الماء" و"بن قشة" و"الطالب العربي" الحدودية، وكذا قرية "المقيبرة" ببلدية الحمراية، مع القرى الداخلية لبلديات "وادي ريغ" الثمانية• وأفاد بعض الأعضاء من المجلس الشعبي الولائي أن الاستهلاك المالي للمبالغ المالية الموجهة للتغذية المدرسية تستهلك منها 65 بالمائة فقط، والبقية تعود للوزارة• ومقابل ذلك هناك قرى نائية يحرم تلاميذها من الإطعام• وفي هذا الصدد طالب المنتخبون بإرسال لجنة مختصة لمصلحة الشؤون الاجتماعية لمديرية التربية قصد تحويل باقي المبلغ لإطعام تلاميذ الإكمالي والثانوي، وهي الشريحة الأكثر تضررا بالمناطق النائية من هذه المشكلة، كما اقترح نائب رئيس المجلس اعتماد منحة إطعام خاصة لتلاميذ القرى النائية•