أحداث القصة استهلها المؤلف بالتنبيه إلى مقدمة كتاب "تاريخ فرنساوالجزائر" الموجّه للتلاميذ الفرنسيين والجزائريين، خلال الفترة الاستعمارية، به نصوص مُحرّرة في شكل حكاية حيوية وملموسة تستهدف خيال الأطفال لتبقى راسخة في أذهانهم، كتمجيد فرنسا القوية والإشادة بالمعمرين في تطوير أساليب العيش المريحة والفوائد التي تتمتع بها الجزائر بفضله خاصة في مجال البناء و التشييد والصناعة، بينما في المقابل يُشوه الكتاب صورة الشعب الجزائري بنعته بالمتخلف والفقير• وعلى هذا الأساس قام الأستاذ المؤلف بتقديم صورة حية مستوحاة من الواقع أبطالها تلاميذ جزائريون تحدوّا بطريقتهم العفوية السلطة الاستعمارية لترفرف "راية الوطن" عاليا مُنشدين الحرية والسلام. شخوص القصة تدور أحداثها في منطقة "عين تموشنت" التي شهدت أحداث المظاهرة السلمية لمحاولة تطبيق مشروع ديغول على غرار أرجاء الوطن حيث يدور الحوار بين "حورية" التواقة لرؤية علم الجزائر يُرفرف مكان العلم الفرنسي كلما تمّ رفعه صباحا في ساحة المدرسة التي تدرس فيها "مَريان" التي تمثل فرنسا في شقها المُسالم والتناقض التي تعيشه وسط الشعار الذي تنادي به "حرية، مساواة، أخوة" والاضطهاد المُمارس في حق أطفال من سنهما، لتنجرف "حورية" وراء براءتها الطفولية عند أول فرصة أتيحت لها ومشاركتها بكل عفوية في المظاهرات السلمية التي تنادي ب "الجزائر جزائرية"، لكن الفرحة لم تسعها طويلا"••• تُصيب حورية رصاصة في القلب، أثناء سقوطها يسقط معها عَلمُها فيغطيها وكأنه يُكرّمها و يُشرّفها•••" ليملأ الحزن قلب صديقتها "مَريان" التي لم تستطع نسيان ذكرى صديقة الدراسة والحلم• استطاع المُؤلف أن يوجز الأحداث و يُبرز أهم المحطات ليستوعب القارئ الصغير مضمونها و يعيش مع شخوصها المرسومة باللون الأسود و الأبيض التي قامت بإنجازها الطالبة الثانوية "ناريمان مزيان" للمحافظة على رمزية الأحداث، كما استعمل المؤلف ازدواجية اللغة بين العربية والفرنسية لغرض تعليمي• للتذكير، سيصدر للمؤلف العدد الثالث من السلسلة بعنوان "طفل حافي القدمين"، مستوحاة أيضا من عمق المأساة في العهد الاستعماري.. نترك القارئ الصغير اكتشاف كينونتها•