تشهد مختلف أسواق مدينة البيض وبلدياتها إقبالا على مادة الترفاس، أوالكمأ، التي توفرت بشكل معتبر هذه السنة، بالنظر إلى التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة خلال المدة الأخيرة• وأكد عدد من المواطنين أن الترفاس متوفر خلال هذه السنة بكميات معتبرة، غير أن سقف سعره لم يعرف بعد "استقرارا"• ويبقى سعر هذا النوع من الفطر في تذبذب مستمر من سوق لأخرى حسب ما تبين من خلال جولة ميدانية داخل السوق الأسبوعية وبعدد من فضاءات البيع الشعبي، إذ تختلف الأسعار في مجملها تبعا لمعادلتي الكميات المطروحة داخل السوق، وأيضا لنوعية هذا الفطر وحجمه• فمن الترفاس الأحمر إلى الترفاس الأبيض يختلف السعر المرجعي كذلك لاعتبار الحجم العام للسلعة المعروضة للبيع من هذه المادة الحيوية، حيث استقر أدنى سعر له في حدود 200 دج للكيلوغرام الواحد، في حين بلغ في حالات عدة أزيد من 350 دج لليكلوغرام الواحد بالنسبة للترفاس ذي الجودة العالية وحديث الجني، على حد قول أحد الباعة بسوق وسط مدينة البيض• ويعد الترفاس أوالكمأ أحد الفطريات الموسمية التي يرتبط ظهورها بالأمطار المتساقطة عبر مجموع الأقاليم الصحراوية، وهي المادة التي بدأت خلال الفترة الأخيرة تشد الولوعين بصيد البراري، من خلال عملية البحث عنها في مختلف الأقاليم في رحلة تتصف بصبغة "المغامرة" أكثر منها للتشويق قد يجوب أصحابها أميالا عدة أملا في جمع قدر معتبر من هذا النوع من الفطريات الصحراوية، حسبما عبر عنه لوكالة الأنباء الجزائرية أحد المعروفين بجمعها• ومن الناحية الغذائية يعد الترفاس أحد الأطعمة العضوية الغنية بيولوجيا بعدة مواد بروتينية هامة ومتنوعة من حيث نسب تواجدها غير أنها تعتبر ذات أهمية خاصة لجسم الإنسان طالما تقارن مع تلك التي تحتويها اللحوم الحمراء • ولا يحمل الترفاس في تركيبته الداخلية أية خطورة قد تمس بالسلامة الصحية للمصابين بداء السكري أوباقي الأمراض المزمنة الأخرى، حسبما أشار إليه أحد البيولوجيين المطلع على مزايا فطر الترفاس• وتختلف كل عائلة في ولاية البيض في اختياراتها في تشكيل طبق الترفاس• فبينما تحبذ بعضها طهيه في شكل مرق مع الزيتون أو الجلبان بعد أن يتم تحضيره وغليه داخل قدر من الماء للتخلص من جميع الشوائب المحيطة به، فإن أخرى تفضل مزجه بالزبدة المحلية مع ملح الطعام وتقديمه في شكل رفيس على الطريقة المحلية التقليدية المتعارف عليها حسبما أفادت به إحدى السيدات•