أنا سيدة متزوجة منذ سنتين• مشكلتي تكمن في ابتعادي عن الله، لا أواظب على الصلاة، لا أقضي أيام الصيام التي أفطرتها بموجب شرعي، أريد لبس الحجاب ولكني أتردد. أرجوكم ساعدوني لكي أمشي في الطريق المستقيم،لا أريد أن أموت وأنا على هاته الحالة• نبشرك أن الله تعالى تواب رحيم، يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، فمن أناب إليه صادقا في توبته وإنابته أعانه على الهداية؛ كما قال تعالى: "اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ" الشورى13• فعليك أن تحملي نفسك على المواظبة على الصلاة في وقتها وتذكري ما فيها من الأجر العظيم فهي عون لك على تحقيق طموحاتك وقضاء حاجاتك؛ كما قال تعالى: "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ" البقرة45 . وهي عون على تكفير السيئات؛ كما في الحديث: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله"• رواه مسلم وأما الحجاب فهو الوسيلة الفضلى لحفظ عرضك وعرض عيالك وسلامتك من التعرض للمخاطر الدنيوية والأخروية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء على عدم التبرج، فقد جاءته أميمة بنت رقيقة تبايعه على الإسلام فقال: "أبايعك على ألا تشركي بالله شيئا، ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى"• رواه أحمد• وأما قضاء الصوم فواجب ويمكن أن تستفيدي من وقت الشتاء حيث يكون النهار قصيرا وباردا فبادري بقضاء ما عليك قبل أن يبغتك الموت وأنت مفرطة في بعض أركان الإسلام•• فاشغلي وقتك بمطالعة نصوص الوحيين وما فيهما من الترغيب والترهيب وقصص الأنبياء، واتخذي صحبة صالحة من الصديقات لعلك بمجالستهن وصحبتهن تكون قدرتك على الالتزام والتقوى أقوى، وأكثري من سؤال الله الهداية، وواظبي على الأذكار المأثورة، وأكثري من هذين الدعاءين (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) و(اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي وعيني)•