شرعت قوات الأمن المشتركة، بما فيها وحدات الجيش الوطني الشعبي، منذ نهاية الأسبوع، في عملية تمشيط واسعة للمرتفعات الجبلية الواقعة شمال شرق ولاية بومرداس، باستعمال مروحيات عسكرية وعتاد حربي ثقيل لقصف معاقل ما يسمى بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال• وحسب ما علمته "الفجر"، فإن المصالح المختصة في مكافحة الإرهاب تكون قد توصلت إلى اكتشاف مخطط عمل لإرهابيين ما زالوا ينشطون بالسلسلة الجبلية المحاذية لمرتفعات سيدي علي بوناب بتيزي وزو، كثمرة للاعترافات التي أدلى بها إرهابيون تم إلقاء القبض عليهم مؤخرا، حيث تم العثور لدى أحدهم على آلة تصوير رقمية بها مشاهد وصور للجرائم النكراء التي اقترفوها في حق المصالح المشتركة خلال عملياتهم الإرهابية• كما كشفت مصادر محلية متطابقة عن محاصرة هذه العملية، التي استعان فيها الجيش بالقصف الجوي، ما لا يقل عن عشرة مسلحين ينتمون إلى سرية "الجراح"، الكثير منهم تم تجنيدهم حديثا من قبل كتيبتي "الأنصار" و"الفاروق" التي امتد نشاطها إلى المناطق الحدودية لتيزي وزو، وكذا البويرة، في محاولة لفك الحصار المفروض على أتباعها• وأضافت مصادر مؤكدة أنه تم تسليم إرهابيين اثنين آخرين، ينحدران من منطقة "بغلية"، نفسيهما منتصف الأسبوع الأخير لمصالح الأمن ببومرداس، وهي العملية التي توجت اتصالات مكثفة بين عائلة الإرهابيين والقوات الخاصة، التي نجحت في العملية• كما أن سنيهما حسب ذات المصادر، خمس وثلاثون وأربعون سنة وقدالتحقا بالجماعات المسلحة منذ أزيد من خمس سنوات• وقد تحفظت المصادر التي أفادتنا بالخبر عن إعطاء تفاصيل أخرى بخصوص هذه العملية، التي قالت بشأنها أنها قيد التحقيق، خاصة بعد ورود معلومات تفيد بإقناع العديد من المسلحين بوضع السلاح والنزول إلى أحضان المجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة استجابة منهم لنداء مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حسان حطاب، الذي أطلق موقعا إلكترونيا لاستمالة بقايا التنظيم المسلح للنزول إلى ذويهم واستفادتهم من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية• وحسب مصادر متابعة للشأن الأمني، فإن المدعو "صلاح أبو محمد"، الناطق الرسمي باسم القاعدة، إلى جانب "أبو فاروق"، المسؤول على التنظيم بالشرق الجزائري، أعلنا عن رغبتهما في الاستفادة من المصالحة الوطنية• وتجدر الإشارة إلى أن عمليات تمشيط واسعة شرعت فيها قوات الجيش نهاية الأسبوع عبر عدد من المناطق الحدودية لتيزي وزو، مع استمرار محاصرة الإرهابيين على الحدود الساحلية الممتدة ما بين بني كسيلة وآزفون، حيث تم تدمير العديد من الكازمات، إلى جانب تطويق مختلف المنافذ المؤدية من تيزي وزو وإليها•