شرعت قوات الجيش الوطني الشعبي، منذ مساء أول أمس، في عمليات تمشيط واسعة النطاق للمرتفعات الجبلية الممتدة على الشريط الساحلي الرابط بني كسيلة الحدودية بكل من أزفون بتيزي وزو وبجاية، باستعمال أسلحة حربية ثقيلة ومروحيات عسكرية• العملية أثمرت في حصيلة أولية عن محاصرة مالا يقل عن 15 إرهابيا من كتيبتي الأنصار والفاروق، بينهم مجندون جدد التحقوا بما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" منذ 5 أشهر، الذين تم تضييق الخناق عليهم وترصد تحركاتهم من طرف القوات المختصة في مكافحة الإرهاب• كما جاء تحرك قوات الجيش، حسب ما علمته "الفجر" من مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل بعد الانفجار العنيف الذي وقع ظهر أول أمس غير بعيد عن مقر الحرس البلدي ببلدية بني كسيلة، الواقعة على بعد25 كلم عن ولاية بجاية، بعد أن قام إرهابيون بتفجير قنبلتين في وقت منفصل على دورية لعناصر الجيش الوطني الشعبي، التي كانت حينذاك في مهمة استطلاعية بالمنطقة، بعد أن تم التحكم فيها عن بعد باستعمال هاتف نقال• العملية الإرهابية هذه خلفت - حسب مصادر محلية مؤكدة - مقتل سيدة بعد تعرضها لإصابة بليغة بشظايا الانفجار الذي مس منزلها، مخلفا فيه تصدعات وانهيار جزئي بسبب قوة مفعول القنبلة، إلى جانب مقتل أحد الجنود متأثرا بجراحه، مع إصابة عون من الحرس البلدي بجروح خطيرة، استدعى الوضع تحويله على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري بقسنطينة، في الوقت الذي أصيب 7 مدنيين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ما استدعى تحويلهم إلى المصحات الاستشفائية القريبة من المنطقة• وأضافت مصادرنا أن القنبلة الثانية انفجرت على الطريق الولائي رقم 14 الرابط كل بلدية بني كسيلة ومرتفعات أدكار، وهي العملية التي لم تخلف لحسن الحظ - حسب ذات المصادر- أية خسائر مادية أو بشرية، إلا أنها خلقت حالة من الخوف والذعر في صفوف المواطنين الذين امتنعوا عن الخروج من مساكنهم ليلة أول أمس، في حين ترك آخرون مساكنهم خوفا من استهدافهم عن طريق القنابل• وكانت معلومات مطلعة أكدت التحاق العديد من العناصر الإرهابية المسلحة بالمرتفعات الجبلية الممتدة على الشريط الغابي الرابط ياكوران باتجاه بني كسيلة وأزفون مختصة في زراعة القنابل، التي تضم أزيد من 10 مسلحين تم تجنيدهم حديثا، ينتمون غالبيتهم إلى كتيبتي "الأنصار" و"الفاروق" المتمركزة بمنطقة القبائل، في الوقت الذي كثفت مصالح الأمن المشتركة من الحواجز الأمنية لترصد وكبح نشاط جماعات الدعم والإسناد، التي تم تفكيك العديد منها بفضل مساعدة المواطنين وتوسيع العمل الاستخباراتي الذي سيتم تعميمه بشكل أوسع إلى غاية وقف نزيف أتباع دروكدال الذين يعدون أيامهم الأخيرة بمختلف مناطق ولايات الوطن•