أفادت مصادر أمنية تتابع التحقيق الذي باشرته مصالح الأمن في التفجير الانتحاري الأخير الذي استهدف ثكنة للحرس البلدي في تادمايت بتيزي وزو، أن بقايا التنظيم الإرهابي يحاولون من خلال هذه العمليات التشويش على مساعي بعض المسلحين الذين أبدوا رغبة في تسليم أنفسهم بالمنطقة، موازاة مع مساعي إنجاح تسليم 25 إرهابيا أنفسهم لمصالح الأمن واستفادتهم من المصالحة الوطنية، وهي العملية التي تقترب من نهايتها، حسب نفس المصدر• أفادت مصادر أمنية موثوقة ل "الفجر" أن 25 فردا كانوا ينتمون إلى بقايا التنظيم الإرهابي المعروف ب "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذي يقوده الدموي عبد المالك دروكدال بولاية تيزي وزو وبومرداس، يستعدون لتسليم أنفسهم لمصالح الأمن والاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ومنه العودة الى أحضان المجتمع من جديد• وبهذا لا يستبعد متتبعون للشِأن الأمني الجزائري أن تكون الرسائل والنداءات الأخيرة لمؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، المدعو حسان حطاب، التي استنكر من خلالها العمليات الإرهابية الأخيرة، التي لا تمت بأي صلة للدين الإسلامي الحنيف، داعيا بقايا المسلحين إلى الإسراع في التوبة والدخول في المصالحة الوطنية، بالإضافة إلى الخطاب الرسمي والسياسي، الذي أكد استمرار العمل بميثاق السلم والمصالحة الوطنية وإبقاء باب التوبة والعودة مفتوحا، بدءا بخطابات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في العديد من المحطات والمناسبات، وكذا الوزير الأول أحمد أويحي، وهو ما ذهبت إليه جل التشكيلات والأحزاب السياسية والتي أعلنت عن رغبتها في الاستمرار بالعمل بميثاق السلم والمصالحة الوطنية لحقن دماء المسلمين وإطفاء نار الفتنة نهائيا، لها وقع كبير في عودة عدد معتبر من أفراد التنظيمات المسلحة الى جادة الصواب، خاصة وأن التنظيمات الإرهابية باتت تسجل فشلا وانهيارا من يوم إلى آخر، استنادا إلى الأرقام التي قدمها وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني، والتي مفادها أن قوات الأمن تمكنت من القضاء على 120 إرهابي وتوقيف 322 آخرين بالإضافة الى تسليم 22 إرهابيا آخرين أنفسهم منذ الفاتح من سبتمبر الأخير• كما تمكنت قوات الأمن المشتركة، حسب نفس المسؤول، من القضاء على 16 إرهابيا بضواحي مفتاح والأربعاء شرق العاصمة الأسبوع الأخير، حسب مسؤول وزارة الداخلية• لم يستبعد نفس المصدر أن تكون العملية الانتحارية الوحشية الأخيرة التي استهدفت ثكنة للحرس البلدي بتيزي وزو وتسببت في اغتيال شخصيين وجرح 8 آخريين، أراد من خلالها هذا التنظيم التشويش على استعدادات بعض المسلحين للعودة الى أحضان المجتمع من خلال الدخول في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية•