تزامن نشر جريدة "الحياة اللندنية"، أمس لأول، لقاء لها مع حسن حطاب، بعد انضمامه إلى مسعى المصالحة، أجراه معه الصحفي كميل الطويل الأسبوع قبل الماضي بالجزائر، مع نشر موقع "سويس أنفو" لندوة عقدت الأسبوع الماضي في سويسرا تحت عنوان "الجزائر مكممة•• بركات"، حضرها كل من زعيم الأفافاس حسين آيت أحمد والإعلامية سليمة غزالي، والمحامي مصطفى بوشاشي، والمخرج سليمان بن عيسى• والمفارقة أن الحديث الذي أدلى به زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال جاء أكثر رحمة ولمًّا للشمل مما قاله الحاضرون في سويسرا، الذين ما زالوا يتمسكون بمقولة "من يقتل من في الجزائر؟" التي تتهم الجيش بتورطه في جرائم الإرهاب، والتي أثبتت الأيام عدم صحتها وبعدها عن الواقع الذي عرفته البلاد سنوات الإرهاب• فبينما يدافع حطاب المعني مباشرة بوقف المسار الانتخابي للفيس على مشروع المصالحة الذي يقوده بوتفليقة، لأنه كما قال ل"الحياة" لم يعد هناك من مبرر لقتال الحكم الجزائري وأن الأفضل لهم - حطاب ومن معه - ولعائلاتهم وللجزائر أن ينزلوا من الجبل ويلتحقوا بمسعى السلم والمصالحة الذي يقوده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة• قال المشاركون في ندوة "سويس أنفو" إن المصالحة تبقى معلقة ومنقوصة ما لم يعرف مصير المفقودين، وما زال آيت أحمد كعادته متمسكا بأن الجيش هو الذي يقف وراء الإرهاب، مطهرا سجل الجبهة الإسلامية للإنقاذ من كل الانزلاقات التي عرفتها البلاد أثناء ما عرف بالعشرية السوداء، تلك التي تبنتها الأجنحة المسلحة للفيس والتي لم تتبنها• يقول مقال الحياة إنه شعر فعلا بأن هؤلاء تغيروا مثلما تغير بدوره النظام الجزائري في عهد بوتفليقة، لكن آيت أحمد لم يتغير وهو الذي كان دائما يردد "وحدهم الأغبياء يبقون متمسكين بمواقفهم"• آيت أحمد لم يتغير، لا أدري لعامل السن عندما قال إن الجزائر لم تكن مهددة بالخطر الإسلامي، وأن الذي كان سيفوز بالمجالس النيابية في موعد جوان 1991 قبل تأجيلها إلى ديسمبر من نفس السنة وقبل إلغائها هي جبهة القوى الاشتراكية، وجبهة التحرير بعد تنقية صفوفها• ما زال آيت أحمد ناقما ولا يعترف بالمصالحة، عكس حطاب الذي قال "تغيرت تصرفات النظام الجزائري فتغيرنا•• وكنا مقتنعين بالجهاد لكن بوتفليقة أرغمنا على التفكير في المصالحة"•