اشتكت جدة الطفلة صفية ذات الأصول الجزائرية، والتي تداولت الصحافة الوطنية قضيتها هذه الأيام، بعد أن قررت العدالة الجزائرية تسليمها لوالدها الفرنسي، إلى الشيخ القرضاوي وطلبت منه التدخل وإنصافها وإعادة حفيدتها إلى حجرها. وقبل اليوم تحدثت الجدة إلى الصحافة وكشفت المستور من قصة ابنتها التي تزوجت من فرنسي وهي حامل وتوفيت منذ مدة في حادث مرور بالجزائر. وقالت إن لديها كل الأدلة لإثبات انعدام صلة الرحم بين الابنة والوالد، وأنها بإمكانها أن تطلب تحليل الحمض النووي لإثبات ذلك. كل هذا خوفا على الهوية الإسلامية لحفيدتها؟ عجيب أمر هذه الجدة الأمة، التي قبلت قبل اليوم باختلاط النسب وبزواج ابنتها من مسيحي مع أن حكم الدين واضح في هذا الأمر وهو يحرم زواج المسلمة من غير المسلم، ورضيت بأن تحمل حفيدتها لقب أب غير والدها دون اعتراض، وهي تعرف أن الأب الحقيقي هو رجل آخر، ولم تنه ابنتها عن فعل أمر كهذا يحرّمه الشرع والعرف والتقاليد الاجتماعية، ربما لأنها وجدت في ما فعلته ابنتها المرحومة شطارة وفتحت لها في فرنسا بيتا تذهب إليه كلما أرادت أن "تحج" إلى هناك، فكانت صفية بالنسبة لها الإسمنت الذي قوّى المصاهرة. واليوم، وبعد أن فقدت كل هذا برحيل ابنتها، ها هي تكشف سترها وتفضحها عبر الجرائد بدعوى أن حفيدتها مسلمة وغير فرنسية الأصل، وأن الوالد الذي قبل أن يمنحها لقبه حتى لا تبقى من غير لقب، ليس والدها. لا أدري إن كانت الجدة تفعل هذا حقا حبًا في حفيدتها أم أنها أرادتها ورقة تبتز بها الصهر الفرنسي. لكن ما دخل القرضاوي في قصة مشينة كهذه، بل وما دخل السلطات الجزائرية في عملية هي أقرب إلى النصب والاحتيال منها إلى الحفاظ على نسب طفلة مسكينة لم يكفها أنها فقدت الوالدة، فأرادت الجدة أن تجردها مما تبقى لها من نسبها وبيتها والرجل الذي قيل لها إنه والدها؟