صفية أدخلها الفرنسي شاربوك الكنيسة مباشرة بعد أن تسلمها من السلطات الجزائرية الجدة مكثت أسبوعا كاملا رفقة صفية داخل مسكن مهجور بالمالح! اعترافات مثيرة امتزجت فيها الشجاعة بدموع الحزن والحسرة التي اغرورقت بها عيني جدة الطفلة صفية، وهي تروي أمس أمام هيئة محكمة الجنح بوهران، فصول قصتها "الأليمة" مع حفيدتها التي حاولت بكل الطرق ولمدة 8 سنوات كاملة أن تحتفظ بها قبل أن يتم تسليمها مؤخرا للمسيحي شاربوك بفرنسا الذي يدعي أبوته لها. * و اعترفت في الوقت ذاته أمام رئيس الجلسة بأنها أخفت فعلا الطفلة صفية التي قالت بأنها ليست "مواطنة جزائرية" فحسب، بل هي "ابنة مليار ونصف مليار مسلم، حاولت أن تحمي هويتها العربية والإسلامية، من الطمس على يد المسيحي جاك شاربوك". بعيون غائرة تخفي وراءها حزنا عميقا على إجلاء حفيدتها صفية إلى ديار الغربة على متن طائرة خاصة تطبيقا لحكم قضائي جزائري، كشفت الجدة بن نكروف صفية تفاصيل عملية تهريب الطفلة المتنازع عليها مع الرعية الفرنسي شاربوك، حيث قالت بأنها تنقلت رفقتها إلى مسكن مهجور بمدينة المالح بعين تموشنت، وقامت بشراء الأفرشة والأغطية ووفرت المأكل والمشرب لها طيلة أسبوع كامل، نافية في الوقت ذاته أن يكون خالها بلحوسين عبد الله هو الذي خطط لتهريبها، مضيفة بأنها هي من طلب منه شراء الأغراض المذكورة، وكذا حارس المسكن المدعو "ب.م"، الذي صرح أثناء المحاكمة بأنه سلم فقط مفاتيح المنزل، ولم يكن يعلم هوية الأشخاص الذين سيقيمون فيه. التصريحات ذاتها وردت على لسان المتهم "ج.ش" وهو جار جدة صفية بوهران، الذي قال بأنه قام بواجب الضيافة تجاه جارته وحفيدتها، اللتين مكثتا في بيته لمدة يومين، دون أن يكون لديه نية في مساعدة السيدة بن نكروف على إخفاء قاصر، وهي الأقوال التي أكدتها الجدة التي بدت مؤمنة بكل ما قامت به لصالح حفيدتها. أما وكيل الجمهورية أثناء تدخله، التمس تسليط عقوبة الحبس النافذ ما بين عامين إلى 3 سنوات وغرامة مالية ب20 ألف دج ضد المتهمين المتابعين بجنحة اختطاف وإبعاد قاصر، في انتظار صدور الأحكام النهائية في العاشر من الشهر الداخل، لكن هيئة الدفاع طالبت بتبرئة ساحة موكليها لانعدام الدلائل القطعية التي تثبت جنحة الاختطاف، واصفة الطفلة صفية بالقضية "المؤلمة" التي بنيت على "باطل"، مضيفة في الوقت ذاته بأن المعركة القضائية مع الرعية الفرنسي شاربوك لم تنته، حيث لا تزال تنتظره قضية أخرى متعلقة بإثبات النسب التي رفعها ضده الأب الجزائري للطفلة يوسفي محمد، وكذا مجريات التحقيق في وفاة والدة صفية التي قضت في حادث مرور بمدينة أرزيو.