وقال محمد السعيد، خلال التجمع الذي نشطه بدار الثقافة "ابن رشد" أول أمس "كنت أتمنى أن يقف الدكتور والمثقف والدبلوماسي، أحمد طالب الإبراهيمي، مكاني، إلا أن تفرغه لقضايا أخرى جعلني أقرر الترشح، مواصلا الرسالة للدفاع عن الجزائر وقيمها". وفي حوصلة لحملته خلال الأسبوع الأول، قال المرشح "إن ما استخلصته في هذا الأسبوع وبعد زيارة 8 ولايات، هي صورة القلق المنتشرة بشكل مخيف لدى الشباب، القلق على المستقبل المجهول". وأكد أن محاوراته مع الشباب كشفت عن لهجة عنيفة و"غياب ثقافة الدولة، فخطابنا السياسي يتناقض مع سلوكنا والفوضى والتجاوزات التي تحدث خلال الحملة الانتخابية". وطالب في ذات الوقت من أعوان الدولة الالتزام بواجبهم الوطني والمهني ولا ينسوا بأنهم موظفون في خدمة الدولة وليس في خدمة شخص أو مجموعة في الدولة. وتساءل محمد السعيد عن رفض السلطات المركزية وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي وتجاهلها لممثلي الأطباء والأساتذة المضربين منذ ما يقارب الشهر وعدم فتح حوار ينهي المشكل كي لا تتوقف مصالح المواطنين، خصوصا وأن القطاعين يكتسيان أهمية بالغة، ودعا محمد السعيد السلطات المركزية إلى ضرورة فتح أبواب الحوار، لأن الممثلين يملكون شرعية التفاوض، غير أنه طالب النقابات بالدفاع عن حقوق العمال بدلا من ممارسة السياسة، وأشار إلى أن إحدى النقابات الوطنية الكبرى سقطت في العمل السياسي، مؤكدا أن هذا الموقف يمثل انحرافا عن مسارها الطبيعي. في سياق متصل، التزم محمد السعيد بعدم خوصصة المستشفيات وبرفع مستوى الخدمة الصحية ومستوى الأطباء في هذه المؤسسات، مشيرا إلى ضرورة إصلاح المنظومة الصحية وإعادة الاعتبار للقطاع والقضاء على المشاكل التي يتخبط فيها، خاصة ضعف التجهيزات وسوء استخدامها وضعف رواتب مستخدمي القطاع، ليصل إلى أن "نوعية العلاج ساءت في القطاع العام وحصل انحراف في القطاع الخاص". وقال إن "بعض أطباء القطاع الخاص يختلسون أجهزة العمل من قطاع الدولة"، جراء منطق "اللاعقاب وغياب الصرامة الناجم عن إهمال أصحاب النفوذ والأموال ومن في السلطة، لأنهم يعالجون خارج الوطن على حساب الأموال المخصصة للقطاع الصحي". ولم يختلف موقف المرشح بخصوص فتح الحدود مع المغرب في حال انتخابه رئيسا للجمهورية مع المواقف الرسمية، حيث قال في رده على سؤال بأن ذلك "مرتبط بإعطاء المغرب دليلا عن حسن النية بحل قضية الصحراء الغربية وفق الشرعية الأممية". وأضاف بأن "التجارب السابقة أوضحت أن للمغرب نوايا توسعية وأطماع ترابية وهذا ما يجعلني أخشى على أرض الجزائر بما أن المغرب يريد أن يستولي بالقوة على أرض ليست من حقه". وأكد بأنه "غير مطمئن لنوايا المغرب" وأنه "سيأخذ احتياطاته" في التعامل مع هذا البلد "الذي أظهر في كثير من المناسبات سوء النية"، مشيرا إلى أن "الواقع لا يسمح برفع مستوى التعامل مع المغرب إلا إذا ما أثبت هذا الأخير عكس ذلك".