التقت "الفجر" أمس أحد العائدين، "س. م" من ولاية جيجل، الذي كشف عن تفاصيل قصة المعاناة التي رافقت رحلتهم من الجزائر، مرورا بتركيا ووصولا إلى اليونان، حيث كانت البداية باقتناء تأشيرة السياحة لمدة شهر نحو تركيا، ومن ثمة مواصلة الرحلة ك"حرافة" باتجاه اليونان، الأمر الذي كلفهم حياة 25 شخصا في مضيق "إيجا"، منهم 6 جزائريون، حسب من يعرفهم من فريق الحرافة، إثر خلل في القارب (زودياك) البلاستيكي الذي كان يقلهم، ضبطتهم شرطة السواحل اليونانية جثثا من دون وثائق الهوية، ذلك أن جوازات سفرهم تخلّوا عنها في تركيا لدى ناقلهم ب"الزودياك" من منطقة "إزمير" التركية التي تبعد بحوالي 700 كلم عن مطار إسطنبول إلى جزيرة "باتموس" اليونانية، وذلك مقابل 8 ملايين ثمن "رحلة الحرفة"، وطبعا الغرض من ذلك كسب الهوية المؤقتة من السلطات اليونانية لمدة شهر، بعد انتحال الجنسيات الفلسطينية، الصومالية، والأفغانية - مثل اللاجئين في الحروب - وقد كان لهم ذلك، لكن من دون أن يحققوا حلمهم الذي هاجروا لأجله. 20 مليون للشخص الواحد ونساء ضمن الفريق ورد محدثنا على سؤال "الفجر" المتعلق بتكاليف الرحلة المأساوية التي لم تنته بتحقيق "الحلم" إلى أمرين، الأول افتقاد 6 حرافة جزائريين من بين 25 حرافا لم تتعرف عليهم شرطة السواحل اليونانية لغياب الأدلة، يحملون جنسيات مختلفة على غرار السينغال، ألبانيا، المغرب، ناهيك عن خسارة 20 مليون التي دفعها الحرافة عبر محطات، بدءا من اقتناء تأشيرة السياحة نحو تركيا وتنقلا عبر مدن وجزر اليونان للوصول إلى أثينا التي حولت الحرافة إلى ممتهني السرقة ومحترفي المخدرات والدعارة التي لجأت إليها نساء ضمن الفريق قدمن من المغرب ودول غرب إفريقيا كسبا للقوت، وضمانا لطريق العودة إلى البلد الأصل. وحسب ذات المصدر، فإن "حرافة الخفاء" المقيمين بطرق غير شرعية هم من يروّجون لهذه المهام القذرة، إلى جانب بارونات اليونان في المجال. للإشارة فإن رحلة الحرافة دامت 25 يوما، كلفت 15 حرافا ما قيمته في المجموع 300 مليون سنتيم ذهبت أدراج الرياح، دون تحقيق حلم الحياة الذي راودهم طيلة الرحلة. كما استغرق تنقلهم من جزيرة "باتموس" إلى جزيرة "ساموس"، ومن ثم إلى أثينا عبر قارب للشرطة اليونانية 15 ساعة - كلاجئي حرب - حسبما أدلوا به من معلومات لدى الشرطة. لكن الأزمة المالية التي عصفت باقتصاد أوروبا حالت دون تمكن الحرافة من ضمان العيش باليونان، وكما قال محدثنا "رغيف عيش بالجزائر أحسن من حياة تشرد ببلد آخر".