تمكن، ليلة الأحد إلى الاثنين، 53 حرافا جزائريين، كانوا على متن أربعة قوارب، من الوصول إلى سواحل ألميريا، جنوب إسبانيا• ونقلت تقارير إخبارية إسبانية، أمس، أن حرس السواحل بمدينة ألميريا بإقليم الأندلس، اعترضت أربعة قوارب لمهاجرين سريين جزائريين، اثنان منها تم اعتراضهما على بعد 7 أميال بحرية جنوب شرق ألميرية، وعلى متنهما 29 مهاجرا، بينهم امرأة، في حين اعترضت دورية للحرس المدني قاربين آخرين في حدود العاشرة من ليلة الأحد إلى الاثنين، كان على متنهما 24 مهاجرا• وذكرت المصادر التي أوردت الخبر، أن المهاجرين تم اقتيادهم إلى الميناء الرئيسي للمدينة، وصرحوا للسلطات الإسبانية بأنهم جميعا جزائريون، كما أنهم بدوا جميعا في حالة صحية جيدة، حيث قدمت لهم فرقة للصليب الأحمر الاسباني الإسعافات الأولية، وتم وضعهم في مركز خاص بالحرافة• وبحلول فصل الربيع، واعتدال الطقس وتحسن حالة البحر، تعود إلى الواجهة قوافل الحراقة المتدفقة، سواء على الشواطئ الاسبانية أو الايطالية، وحتما ستعود معها المآسي التي كثيرا ما انتهت بغرق القوارب قبل بلوغ الجنة الأوربية الموعودة، كان آخرها المأساة التي أودت بحياة قرابة 300 مهاجر سري قبالة سواحل ليبيا، بينهم جزائريون يجهل إلى حد الآن عددهم وهوياتهم• والملاحظ هذا العام أن من يعرفون ب ''الحرافة''، لم تثنهم قوانين غرفتي البرلمان التي اتفقت على ''تجريمهم''، ولا الدوريات المكثفة للقوات البحرية، ولا المآسي التي أضحى المتوسط يسجلها بشكل مستمر، وهو ما يدل على أن درجة اليأس لدى هؤلاء الشباب، وحتى النساء منهم، بلغت مستوى لا يمكن تصوره، وأن معالجة الظاهرة أبعد من أن يختصر في قانون يجرم فقط، وكأنه يساوي بين الضحية والجلاد، بدلا من البحث عن حلول عملية• وانطلاقا من هذه المعاينة يبقى السؤال مطروحا للرئيس الذي سينتخب يوم 9 أفريل القادم، عما أعده في برنامجه لهؤلاء الشباب اليائسين، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الجزائريين هم أكثر ضحايا قوارب الموت عددا، من بين جميع دول المغرب العربي، والمفارقة العجيبة هي أن بلادهم هي أغنى هذه البلدان•