وفي مقابلة نادرة مدتها نصف ساعة، أدلى بها والد ساركوزي إلى قناة تلفزيونية فرنسية خاصة، كشف هذا الأرستقراطي الهنغاري الأصل ظروف هجرته إلى فرنسا في أواخر أربعينيات القرن الماضي، ومروره بسنوات صعبة، قائلاً: ''وصلت إلى باريس حافياً، وبدون نقود، ونمت ليلتي الأُولى في فوهة للمترو• ثم عملت ساعياً لنقل علب الأفلام، ثم مقيساً للمساحة• وكنت أسير على القدمين من مكان سكني البعيد إلى مكان عملي، لأنني لم أكن أملك ثمن تذكرة النقل''•• وأضاف بال ساركوزي في المقابلة التي جرى بثها أول أمس، أنه عاصر كل مآسي القرن الماضي، وشهد صعود ستالين وهتلر، ولم يعش طفولته، ولم يتح له أن يتلقى تعليماً، لكن يوم انتخاب ولده نيكولا رئيساً لفرنسا كانت ''لحظة كبرى'' بالنسبة له، هو الذي بدأ حياته مهاجراً هنغارياً مشرداً في الشارع، وبنى حياته من لا شيء، معتبراً أن ما أنجزه ابنه هو استكمال لنجاحه• وينتمي بال ناغي بوسكا ساركوزي إلى عائلة من ملاك الأراضي، فقدت عِزَّها بعد مصادرة الروس لأملاكها، ولجأ أفرادها إلى النمسا مع قيام الحرب العالمية الثانية• وكان قد تعلم الفرنسية بفضل دراسته في مدرسة سويسرية أثناء الطفولة، وقبل سوقه إلى الخدمة العسكرية في بلده الأصلي، تَمَكَّن من الهرب والدخول إلى فرنسا متطوعاً في الفرقة الأجنبية في الجيش، وكان مقر وحدته مدينة سيدي بلعباس في الجزائر• وبعد تسريحه من العسكرية وتنقله بين أعمال مختلفة، تعرف على زوجته الأُولى، أندريه ملاح، وكانت ابنة طبيب يهودي ميسور، أحبته لوسامته وميوله الفنية، وتزوجت لينجبا ثلاثة أبناء أوسطهم نيكولا.