هو عقبة بن نافع بن عبد القيس الفهري، نشأ في بيئة إسلامية خالصة، وهو صحابي بالمولد، لأنه ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يمت بصلة قرابة للصحابي الجليل ''عمرو بن العاص'' من ناحية الأم، وقيل أنهما ابني خالة• كان عقبة بن نافع -رضي الله عنه - مثالاً في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم والعقلية العسكرية والإستراتيجية الفذة، والقدرة الفائقة على القيادة بورع وإيمان وتقوى وتوكل تام على الله عز وجل فأحبه رجاله وأحبه أمراء المؤمنين، وكان مستجاب الدعوة، ميمون النقيبة، مظفر الراية، فلم يهزم في معركة قط، طبّق في حروبه أحدث الأساليب العسكرية والجديدة في تكتيكات القتال مثل مبدأ المباغتة وتحشيد القوات وإقامة الحاميات وتأمين خطوط المواصلات واستخدام سلاح الاستطلاع، ونستطيع أن نقول بمنتهى الحيادية أن البطل عقبة بن نافع قد حقق أعمالاً عسكرية باهرة بلغت حد الروعة والكمال، وأنجز في وقت قليل ما لا يصدقه عقل عند دراسته من الناحية العسكرية البحتة، وترك باستشهاده أثراً كبيراً في نفوس البربر وأصبح من يومها يلقب بسيدي عقبة• لم يكن عقبة بن نافع قائداً عسكرياً محضاً فقط، بل كان صاحب عقلية مبدعة وفكر استراتيجي فذ، ويصح أن يطلق عليه خبير بشئون المغرب والشمال الإفريقي، ومن خلال حملاته الجهادية المستمرة على الشمال الأفريقي، أدرك أهمية بناء مدينة إسلامية في هذه البقاع وبنى مدينة القيروان في القرن الشمالي الإفريقي في مكان تتوافر فيه شروط الأمن الدعوي والحركي للمسلمين بحيث تكون دار عزة ومنعة وقاعدة حربية أمامية في القتال، ومنارة دعوية علمية لنشر الإسلام• حقق عقبة غايته من حركة الفتح الإسلامي بالشمال الإفريقي، فقد أخضع قبائل البربر وأوقع بها بأساً شديداً حتى وصل إلى أقصى بلاد المغرب واقتحم المحيط بفرسه•