أرباب العمل ينتظرون تشكيل الحكومة الجديدة لتقديم عريضة مشاكلهم حذّر رئيس المنظمة الوطنية لأرباب العمل والمقاولين، سليمان كروش، من أزمة اقتصادية ستهدد الاستثمار الجزائري في حال استمرار البيروقراطية التي تقف وراء ارتفاع أسعار مواد البناء، وتفاقم ظاهرة الرشوة، لقاء أخذ حصص المواد الأولية لإنجاز المشاريع، كما تأسف عن عدم وقوف المنظمات الوطنية صفا واحدا لإعادة بناء الاقتصاد المحلي• تترقب منظمة أرباب العمل والمقاولين، حسب تصريح كروش خص به ''الفجر'' أمس، تشكيل الحكومة الجديدة لتقديم عريضة المشاكل الاستثمارية التي تعترض المقاولين في إنجاز المشاريع، بعد أن عرف سوق مواد البناء ارتفاعا محسوسا وتقلبات انعكست سلبا على مردودية هامش الربح خلال إنجاز المشاريع، وخلفت خسائر متفاوتة لدى المقاولين، يتعين على الجهات المعنية تقديم المساعدات والتسهيلات للخروج من هذه المحنة التي تسببت في تباطؤ عمليات التجسيد النهائية وتراجع بعض أرباب العمل عن الإنجاز• ويوضح كروش أن البيروقراطية أهم عامل يقف وراء ارتفاع أسعار مواد البناء في ظل تلاعبات الإدارة العامة بحصص التوزيع على أصحاب المشاريع، حيث جرت العادة في التعاملات على تقديم ''التشيبا'' للحصول على حصتك من المواد الأولية على غرار الخرسانة والإسمنت، وذلك ما غير من منحى الاستثمار يقول محدثنا إذ تعتمد الدولة على سوق الحاويات في عمليات التبادل وتموين السوق المحلية، والتي تجاوزها الاقتصاد العالمي، الذي دخل مرحلة الإنتاج القومي لمواجهة الاضطرابات التي تخلفها الأزمات الدولية• ويرى رئيس المنظمة أن استغلال الظرف الراهن للأزمة العالمية، بعد انخفاض أسعار الآلات الصناعية بنحو 50 بالمائة، ضروري لإعادة تجديد وهيكلة المصانع عبر التراب الوطني، للانطلاق في عملية تعزيز موقع المؤسسات المحلية اقتصاديا، وبالتالي الإسراع في إنجاز مشاريع رئيس الجمهورية ضمن المخططات الخماسية إلى 2014 • ودعا سليمان كروش إلى توحيد صف منظمات العمال والمقاولين في رسم برنامج البناء الاقتصادي الوطني، دون التعامل بالجهوية في اللقاءات وإشراك كل الفاعلين دون استثناء، وبمحاربة الرشوة والبيروقراطية الإدارية، موازاة مع تشجيع الكفاءات الإنتاجية المحلية لترقية الصادرات وتنويع الاستثمارات، ستتجاوز الجزائر الأزمة الاقتصادية التي تهدد الاستثمار المحلي، بعد أن استحوذت الشركات الأجنبية على معظم المشاريع الكبرى، وتحقيق أرباح، لم تستفد منها السوق الوطنية، لذلك يؤكد كروش على ضرورة الاهتمام بالمنتوج الجزائري وترقية المؤسسات الخدماتية والصناعية دون الاكتفاء بما يتم استيراده•