كان الحالمون بالتغيير ينتظرون أن تسفر الرئاسيات الأخيرة عن تغيير ما حتى ولو كان هذا التغيير نحو الأسوء؟! لكن الرئيس الذي استجاب إلى دعوات الناس بتغيير الدستور من أجل عدم تغييره هو لا يمكن أن يغير الذين طالبوه وساعدوه في إنجاز عملية عدم التغيير هذه دون أن يحس بالذنب! والمهم الآن ليس الحديث عن عدم تغيير أي شيء بواسطة الانتخابات الرئاسية التي غيّر فيها الشعب رأيه من المقاطعة الواسعة إلى المشاركة الواسعة كما يقولون، أو كما تقول النتائج•• بل المهم هو ماذا قدمت هذه الرئاسيات للنظام وأنصاره، وماذا قدمت للمعارضين والمشاركين في الرئاسيات لأجل الفوز بالهزيمة؟! ولأجل تقوية النظام في مواجهة وعود الرئيس بالتغيير! كل الدلائل تشير إلى أن المعارضة الفعلية للنظام هي التي كانت وراء عملية الدفع إلى حالة عدم التغيير هذه! يمكن أن نشبه النظام عندنا في علاقته بالمعارضة الفعلية بعلاقة آدم بحواء•• فالسلطة الشكلية تخرج عادة من ''الضلعة العوجة'' للنظام، فيما يبقى النظام هو المعارضة الفعلية للسلطة•• وعندما يعارض النظام تستجيب السلطة•• ولا يبقى أمام السلطة وهي في وضع حواء في علاقتها بآدم سوى استخدام المكر أحيانا لإغراء النظام بالتفاحة! لكن في كل الحالات يبقى النظام هو الأصل، وتبقى السلطة هي الفرع! كل ما جناه أنصار السلطة من هذه الانتخابات هو أنهم استطاعوا أن يصرفوا المال العام على عملية انتخابية انتهت إلى تقوية سطوة النظام على السلطة•• وأن الأحزاب السياسية والمرشحين الأرانب كان دورهم لا يتعدى دور فرق القرقابو التي تستدعى من طرف الولاة لاستقبال الرئيس بالرقص في الزيارات مقابل الأكل المجاني مع بقشيش الزردة! أطرف ما سمعناه في تبرير عدم التغيير هو أن الوضع الدولي والوضع الداخلي لا يسمح بالتغيير؟! فمتى إذن سيسمح الوضع الدولي بالتغيير في الجزائر؟! سؤال تؤجل الإجابة عنه إلى ما بعد العهدة الثالثة!؟ لأن الثوابت اليوم لا تريد التغيير!؟.