أكد المستشرق البلغاري د• توفيان تيوفا نوفا، الأستاذ في جامعة صوفيا والعضو في جمعية المستشرقين الأمريكيين وعضو اتحاد المستشرقين الأوروبيين، أنه اعتنق الإسلام عن اقتناع تام ولأنه الدين الحق الذي يُساوي بين البشر ويصون جميع الحقوق الإنسانية ويُرسي قواعد السلم والأمن في المجتمعات البشرية كافة• وأوضح في حواره أنه قضى أكثر من 12 عاماً لإنجاز ترجمة صحيحة لمعاني القرآن الكريم باللغة البلغارية، وبعد الانتهاء من إنجازها أعلن اعتناقه للإسلام بعد أن تفهَّم معاني الآيات القرآنية الكريمة، نتيجة لتعمقه في دراسة الإسلام ومعطياته الحضارية والثقافية الوفيرة، حيث ثبت لديه أن الحضارة الإسلامية هي أم الحضارات العالمية المعاصرة وأرقى أنواع الحضارات في العالم كله• وأشار المستشرق البلغاري د•توفيان تيوفا نوفا أنه أصبح مسلماً منذ خمس سنوات وأنه أدى فريضة الحج، ولم يجد معارضة من أسرته بشأن اعتناقه الإسلام فهو المسلم الوحيد في أسرته وأن زوجته وابنته ما زالوا على عقيدتهم المسيحية الأرثوذكسية وأن ترجمة معاني القرآن الكريم التي أنجزها قد تمت مراجعتها، وأشرفت على طباعتها دار الإفتاء في بلغاريا• وعن دوافعه إلى اعتناق الإسلام يقول د• توفيان•• الحقيقة أنا أدرس الإسلام واللغة العربية منذ مدة طويلة وقد تخرجت في جامعة بغداد قسم اللغة العربية، ثم التحقت بجامعة القاهرة لدراسة اللغة العربية وآدابها وحصلت على الدكتوراه في معهد الاستشراف في روسيا، وأنا أعمل أستاذاً للدراسات الإسلامية في جامعة صوفيا في بلغاريا، وأستاذاً في المعهد الإسلامي هناك وعضواً في جمعية المستشرقين الأميركيين، وعضو جمعية بحوث الشرق الأوسط البريطانية، وعضو اتحاد المستشرقين الأوروبيين، وقد أهّلنى ذلك لإصدار مجموعة من الكتب حول الحضارة الإسلامية والعربية• وأضاف د• توفيان: لاحظت أن بعض المستشرقين غير الموضوعيين يطعنون في الإسلام وتركّز طعنهم على القرآن الكريم فقالوا: إنه كلام بشري لا رباني، كما طعنوا في الآيات المكيّة والآيات المدنيّة وأنكروا حقيقة الوحي وغير ذلك من الافتراءات التي تعوّدوا على ترديدها في الساحة العلمية وأنا وكل مستشرق موضوعي يرفض هذا المنهج الاستشراقي الذي يشوّه صورة الاستشراف الموضوعي ويطعن في الإسلام بلا مبرر• وأضاف: وأنا أؤكد هنا أن الاستشراق ليس شراً كله على الإسلام والمسلمين•• صحيح أن هناك الكثير من الأخطاء في ترجمات معاني القرآن الكريم التى أعدّها نفر من المستشرقين إلا أننا يجب أن نفرّق بين الأخطاء المتعمّدة والأخطاء غير المتعمدة فالذين يُخطؤون بصورة عفوية يكون ذلك دائماً نتيجة عدم إلمامهم باللغة العربية التى هي لغة القرآن الكريم ونتيجة أيضاً لعدم فهمهم لمعاني الآيات القرآنية الكريمة، وأنا شخصياً من المحتمل أن أخطئ في بعض دراساتي ولكنها أخطاء غير متعمّدة، والذى أود أن أوضحه هنا أن لكل مستشرق إسهاماته في فهم الإسلام والحضارة الإسلامية وكل مستشرق في هذا المجال له خبرته، وأنا أحمد الله تعالى أن وفقني لإنجاز الترجمة التي قمت بها لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة البلغارية حيث التزمت فيها بدقة المعنى وموسيقى النص•• ما جعل دار الإفتاء العامة في بلغاريا تعتمدها وتقوم بتوزيعها على عدد كبير من المؤسسات الإسلامية، وفي مقدمها المساجد، بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المسلمين•