حيث تم استرجاع تمثال الشخصية الأسطورية ''جان دارك'' التي ملكت قلوب الفرنسيين خلال العصور الوسطى وتمثال الملكة ''زنوبيا'' وإلهة الجمال ''عشتاروت'' المعروفة باسم ''فينوس'' عند الرومان• استرجعت مصالح الدرك الوطني لولاية فالمة مجموعة من التماثيل والقطع التاريخية تعود إلى أزمنة غابرة، فضلا عن أدوات كانت تستند عليها العصابة في انتقاء وتحديد نوعية القطع التي تتم سرقتها حسب الطلب، حيث تم حجز منظار نهاري قديم ومجلات وكتب عتيقة تحتوي على دراسات وصور للآثار• تعود تفاصيل القضية حسب ما أفادت به خلية الاتصال لقيادة الدرك الوطني إلى يوم الثلاثاء الماضي، حيث تمكن أفراد كتيبة بوشقوف في فالمة من توقيف ثلاثة من أفراد الشبكة، بعد سلسلة من التحريات قامت بها ذات الفرقة بناءً على معلومات استقاها المحققون من الميدان، حيث تم تتبع المشبوهين وترصد تحركاتهم ونصب كمين لهم في منطقة ''تملوكة''، وألقي عليهم القبض في حدود الساعة التاسعة صباحا من نفس اليوم في حالة تلبس• وتم نقل المحجوزات التي كانت بحوزتهم لإخضاعها للتحاليل الأثرية التي أسفرت عن تحديد طبيعتها ورموزها الحقيقية والحقبة الزمنية التي تعود إليها• وسمح التحقيق مع الموقوفين الثلاثة بكشف أسماء شركائهم الذين تم إلقاء القبض عليهم أيضا أول أمس الخميس، مع حجز منظار نهاري قديم مع مجلات وكتب تحتوي على دراسات وصور للآثار، ومجموعة من القطع الأثرية تمثلت في منحوتات حجرية مقلدة لمختلف الشخصيات التاريخية لشمال إفريقيا وحضارة بلاد الرافدين والحضارة الفرعونية، يحمل بعض منها الحروف الأولى من اسم الناحت ولقبه (س•م) فيما يحمل البعض الآخر اسمه كاملا، وقطع نقدية تخص الدولة الفاطمية، قسنطينة وتونس، تعود كلها إلى الفترة الإسلامية• كما تم ضبط مجموعة من النقود تعود إلى الحقبة الرومانية، تحمل على الوجه رأس الملك ''ماسينيسا'' وعلى الظهر حصانا، ومجموعة أخرى تعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي للجزائر، وقطع مختلفة كانت ضمن أدوات الحلي من مادة البرونز ومعادن أخرى، فضلا عن ختم على شكل خاتم إسلامي يعود إلى سنة 9131م، كتب عليه اسم محمد بالحاج أحمد باللغة العربية، وآنية بشكل قلة من الفخار المحلي• واستنادا إلى تقرير الخبرة الصادر عن مديرية الثقافة بولاية فالمة فإن المحجوزات هي تمثال للشخصية الأسطورية الفرنسية ''جان دارك'' مصنوع من مادة البرونز، الشخصية التي احتلت مساحة شاسعة في صفحات التاريخ الأوروبي والإنساني، بعدما شغلت العالم بقدراتها العسكرية والقيادية المتميزة بشجاعتها وأثبتت بطولتها وجرأتها في قيادة الفرنسيين لتقاتل الاحتلال الأجنبي الإنجليزي لبلادها وتمردت على العادات والتقاليد وعلى والديها في سبيل استرجاع كرامة بلادها وحريتها، لتصبح بذلك رمز النقاوة الفرنسية، حيث كانت محبوبة جدا بينهم إلى حد القداسة، فضلا عن طيبة قلبها، إذ بدت عطوفة جدا حسب ما تداولته كتب التاريخ، حيث منعت رجالها من إلحاق الضرر بالإنجليز لدى انسحابهم من موطنها• وتسببت لها شعبيتها المفرطة بين الفرنسيين في ظهور أعداء من الطبقة الحاكمة تجندوا لتدبير مكائد لها، إلى حد حرقها وتمزيق جسدها بكل بشاعة ووحشية وهي في عمر الورود، بحكم من المحكمة، وباتت رمزا للمقاومة النسائية• كما تم حجز تمثال ''زنوبيا'' ملكة تدمر التي ثأرت لمقتل زوجها بخطة محكمة، وفضّلت أن تضع حدا لحياتها باحتساء السم كي لا تترك المجال لأعداء زوجها المرحوم للنيل منها، بالإضافة إلى حجز تمثال الملكة ''عشتاروت''، آلهة الجمال الفينيقية والمعروفة باسم الإلهة ''فينوس'' عند الرومان• كما عثرت مصالح الدرك على تمثال ''شابور الأول'' الذي كان ملكا ساسانيا في إيران ويوصف بأنه خليفة صاحب الروم، وورد اسمه كثيرا في كتابات الطبري، علاوة على تمثال الملك ''سيرجون'' الذي تتشابه قصة مولده إلى حد كبير مع قصة النبي موسى عليه السلام، فضلا عن كونه أول ملك سامٍ عربي استطاع أن يُشيد أول وأكبر إمبراطورية بدأت في بلاد ما بين النهرين (العراق) وامتدت إلى جبال الأناضول وديار بكر وأرمينيا في آسيا الصغرى، وشملت أيضا بلاد البحرين وعمان وبلاد فارس وبلاد الشام في قارة آسيا وصولا إلى جزيرة قبرص إلى غاية مصر وبلاد الحبشة، واستطاع أن يطيح بالملك السومري وينصّب نفسه بدلا منه• وكان من المحجوزات تمثال إله الموت ''بعل موت''، وقنينتين من الفخار إحداهما من الفخار الأسود، ورأس تمثال مصري، وثلاث مصابيح زيتية تعود إلى الفترة القديمة و5 قطع صغيرة، وقطعة أخرى لم يتم تعريفها بعد إذ وصفها تقرير الخبرة بغير الواضحة و122 قطعة من مصكوكات قطع نقدية ذات قيمة تاريخية وأثرية تعود إلى الفترة القديمة•