قال المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات، عبد المالك سايح، أن خطر الشبكات الكولومبية وأمريكا اللاتينية، بات يهدد الحدود الجزائرية ويؤثر عليها تأثيرا مباشرا، على النحو الذي أصبحت تصنف فيه الجزائر دولة مستهلكة للمخدرات بأخطر أنواعها يتقدمها الكوكايين، بعد أن كانت لوقت قصير تصنف كدولة عبور فقط من دول الساحل باتجاه أوربا. وأكد المدير العام للديوان لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، أن ظاهرة تعاطي المخدرات، وتداولها أخدت منحى خطيرا وتصاعدا رهيبا في الآونة الأخيرة، على الرغم من التنسيق الحاصل بين الأجهزة الأمنية، والجهات القضائية للحد من تنامي الظاهرة، إذ يقول السايح، أن الأرقام المسجلة بخصوص الإدمان والمصادرة، تؤكد أن الظاهرة أخذت بعدا خطيرا، اقترح المتحدث مواجهته بتفعيل عمليات التحسيس بخطورة الظاهرة، واستشهد السايح بحالات الإدمان التي ارتفعت من 4336 حالة سنة 2006 الى 5586 حالة سنة 2007، أي بفارق أزيد من 1500 حالة، بالإضافة الى عمليات المصادرة التي ارتفعت إلى حوالي الضعف السنة المنقضية ب16 ألف طن، هذه الأرقام شكلت مرجعية المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات، والذي قال أن الجزائر تتجه لأن تكون بلدا مستهلكا بعيدا على أن تكون دولة منتجة، على اعتبار أن كل ما تم اكتشافه في عدد من الولايات على رأسها ولاية أدرار لم يتجاوز 102 ألف شجيرة تم القضاء عليها.وعرّج المتحدث على الإجراءات التي أقدمت عليها الدولة للحد من انتشار الظاهرة، وكذا تدخلاتها برا وبحرا، وتجنيد الجهاز القضائي بتوقيع أقصى العقوبات في حق شبكات الاتجار التي تقع في يد الأمن، وكذا توقيع أقصى العقوبات على الأشخاص المقبوض عليهم في حالة حيازة، مشيرا إلى أن مصالحه شرعت في إعداد دراسة وبائية لتحديد الأوساط التي تمكنت منها الظاهرة، في انتظار إعداد دراسة وبائية متخصصة لتحديد مدى تغلغل الظاهرة في الأوساط المدرسية، إلى جانب رفع عدد مراكز العلاج من الإدمان إلى أزيد من 50 مركزا، التي مازالت في حدود 5 مراكز في الوقت الراهن، بالإضافة إلى خلق 53 مركزا استشفائيا للمعاينة، و185 خلية استماع. وأوضح ضيف الإذاعة أن ايقاف الأنتربول لباخرة محملة من الكوكايين بصدد دخولها الجزائر، لا يعني بالضرورة ضعف جهاز الجمارك وحماية الحدود، مشيرا الى أن الجزائر تملك مساحة تفوق 6000 كيلومتر حدود منها 1200 هي حدود بحرية، هذه الشساعة شكلت عاملا مساعدا لشبكة كولومبية وشبكات أخرى من امريكا اللاتينية، تستغل تواجدها بدول الساحل الإفريقي لتمرر منتوجها للجزائر عبر المغرب وموريتانيا، مؤكدا أن هذه الشبكات تركز على مادة الكوكايين دون غيرها من المواد المخدرة الأخرى.