كشفت محاكمة عبد القادر بليرج، زعيم إحدى أخطر الخلايا الإرهابية في المغرب، عن حقائق مهمة وخطيرة تتعلق بتورط القصر الملكي المغربي مع الجماعات الإرهابية في الجزائر التي كان يسهل حصولها على السلاح والمؤونة خلال سنوات التسعينيات، واستنادا إلى كلام بليرج أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسلا الذي تناقلته وسائل إعلامية مغربية، فإن وزير الداخلية الراحل إدريس البصري هو من جنده رفقة عناصر خليته من أجل اختراق الجماعات الإرهابية في الجزائر وتسهيل حصولها على السلاح انطلاقا من التراب المغربي عبر الحدود الغربية للجزائر. وبحسب تلك المصادر التي نقلت أجواء المحاكمة فإن بليرج اعترف خلال الجلسة أنه نتاج أجهزة المخابرات المغربية وصنيع وزير الداخلية الراحل إدريس البصري وظل يردد طوال فترة الجلسة، وهو يجيب على أسئلة القاضي عبارة '' كلكم عارفين شكون أنا '' وأن '' الدولة كانت تعلم بكل تحركاتي '' في إشارة إلى التورط المباشر للمخزن في الموضوع، وبهذا يكون بليرج قد أماط اللثام عن الكثير من الحقائق المثيرة وبطريقة انتقامية، بعد أن تخلت عنه أجهزة الأمن ووزارة الداخلية، خاصة بعد خروج إدريس البصري من بلاط المخزن على إثر تنحيته من على رأس وزارة الداخلية من طرف الملك محمد السادس مباشرة بعد استلامه زمام العرش. كلام بليرج الذي كان يتزعم إحدى أخطر الخلايا الإرهابية في المغرب قبل أن يوقف في فيفري الماضي رفقة 36 شخصا آخر، جاء ليؤكد حلقة أخرى سوداء في مسلسل تورط أجهزة الأمن المغربية مع الجماعات المسلحة في الجزائر، بيد أن جميع تحركات ونشاطات هذه الخلية في تهريب الأسلحة تمت بعلم مسؤولين وازنين في الداخلية المغربية وأجهزة المخابرات وبتوجيه مباشر من إدريس البصري الذي كان يعلم أن السلاح موجه أساسا إلى عناصر ما كان يعرف ب '' الجيش الإسلامي للإنقاذ '' في الجزائر. بليرج ومن خلال أطوار المحاكمة أراد أن يظهر في ثوب الضحية الذي غدرت به المخابرات المغربية وهو ما عكسه الكلام الذي أدلى به لقاضي التحقيق، مؤكدا له أنه تعرض '' إلى مؤامرة مفبركة '' وإلى عملية تلفيق تهم وطالب بالبراءة على أساس أن النظام المغربي هو من يتحمل مسؤولية نشاطات خليته التي وظفها في اختراق الجماعات المسلحة في الجزائر وإمدادها بالأسلحة. ولم يتوقف بليرج عند هذا الحد، حيث أكد أن البصري لم يكتفِ باستعماله في عمليات تهريب السلاح إلى الجزائر فقط بل عمل على محاولة تجنيده من أجل توريط بعض الأسماء الثقيلة في الحركة الإسلامية في المغرب وإدخالها في ألاعيب القصر الملكي التي كان البصري أبرز مهندسيها خلال فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني.