خرج أمس الجمعة، بسطيف أكثر من 20 ألف شخص في ''مسيرة الوفاء'' تخليدا لذكرى مسيرة 8 ماي 1945 التاريخية التي قوبلت بقمع وحشي من طرف قوات الاحتلال منذ 64 سنة، رغم طابعها السلمي، حيث تحولت إلى مجزرة حقيقية اقترفت بدم بارد وبأمر من السلطات السياسية والأمنية الفرنسية• وحمل المشاركون في هذه المسيرة، التي حضرها وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، مئات الأعلام الجزائرية ولافتات كتبت عليها عبارات مخلدة لذكرى عشرات الآلاف من الجزائريين الذين سقطوا في 8 ماي 1945، بالإضافة إلى صور لبعض الشهداء، من بينها صورة بوزيد سعال، أول من استشهد برصاص البوليس الفرنسي، ليظهر بذلك سكان سطيف، الذين التحق بهم العديد من المدعوين، مدى ارتباطهم بالذاكرة الجماعية للنضال من أجل استرجاع السيادة والاستقلال• فمن أمام مسجد محطة القطار، ''أبي ذر الغفاري'' حاليا، انطلقت مظاهرة حاشدة إلى غاية شارع ''8 ماي 1945'' التي كانت مسرحا لأول طلقات نار من طرف شرطة الاحتلال مرورا بشارع أول نوفمبر، كانت الأنظار تسترجع ذكرى تلك الأحداث الدامية• أما اللحظة القوية الأخرى لهذه التظاهرة المخلدة لذلك اليوم التاريخي، فكانت أداء المجموعة الصوتية لتلاميذ يرتدون ملابس تقليدية ترمز لمجموع مناطق البلاد، حيث أدى 000, 1 تلميذ مشكلين عدة الصفوف بساحة الاستقلال على يسار عين الفوارة الأسطورية، وفي ظل منارة مسجد العتيق أناشيد وطنية، منها ''أوفياء'' للراحل عبد الوهاب سلامي، و''حيو شمال إفريقيا''، وذلك وسط صمت الجماهير الغفيرة التي احتشدت بعين المكان إلى جانب السلطات• وتوجه الوفد الرسمي الذي دشن قبل ذلك أمام متحف المجاهد جدارية رائعة أنجزت تخليدا لهذا اليوم التاريخي إلى منطقة قصر الأبطال (30 كلم جنوبسطيف) لتدشين متحف بني بموقع ما كان سابقا ''مركز عبور'' حيث كان يتفنن زبانية جيش الاحتلال الفرنسي في تعذيب الجزائريين•