قال المجاهد والكاتب ياسف سعدي، أمس، إن ''فرنسا مطالبة بالتعويض عن جرائمها المرتكبة إبان الفترة الاستعمارية، وإعادة كل الأموال والثروات التي نهبتها بالقوة من الشعب الجزائري''، منتقدا الذين يطالبون فرنسا بأن تقدم اعتذارا رسميا من الجزائريين بغض النظر عن تعويض كل جرائمها وعمليات نهب الثروات الوطنية• واستنكر ياسف سعدي، أحد أبرز رموز الثورة التحريرية الممجدة، والمعروف ب''جنرال القصبة'' في محاضرة ألقاها بالمكتبة البلدية الجديدة في مدينة تيبازة، مطالبة البعض من فرنسا تقديم اعتذار رسمي للجزائريين عن ما اقترفته خلال 231 من نهب وبطش وتقتيل وتجهيل، بل قال إنه ''من الأجدر طلب التعويض، لأن الاعتذار ليس له أثر على من فقد أخاه، وشاهد أباه يعذّب أمامه على يد الفرنسيين• وناقش ياسف سعدي، صاحب كتاب معركة الجزائر أحداث الثورة مع طلبة ثانوية تيبازة بالمكتبة البلدية الجديدة تيبازة، وبحضور مجاهدين عايشوا وصنعوا تاريخها وأساتذة وباحثين في التاريخ، وحث المتحدث الشباب على التمسك بالعلم والمعارف، حين قال مخاطبا إياهم ''قوموا بثورة العلم حتى تستقل الجزائر مائة بالمائة، فنحن حملنا السلاح، أما أنتم اليوم فاحملوا القلم وانهضوا بالجزائر إلى الأمام''• ويعد العقيد ياسف سعدي من بين الأسماء الثورية الكبيرة التي مازالت تنشط وتتحرك لرد الاعتبار لتاريخ الثورة ونقل مشعلها إلى الأجيال، حيث لم يهدأ يوما عن سرد وقائع فترة عاشها رفقة شهداء صنعوا التاريخ، أمثال حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت، ليكون جدارا منيعا للتصدي لمن يحاولون تضليل أبناء الجزائر وتزييف تاريخ هذا البلد الذي ضحى لأجله أكثر من مليوني شهيد•