87 ألف مشترك ينتظرون ''تصفية الحسابات'' بعد انقطاعهم عن الأنترنيت استغرب نوار حرز الله، المدير العام ل ''إيباد''، المتعامل الاستراتيجي في مجال الأنترنيت ، إقدام اتصالات الجزائر على قطع الارتباط بالنت عن أزيد من 87 ألف مشترك ضمن شبكة ''إيباد'' الوطنية، أمسية الأربعاء الفارط، دون انتظار المهلة المحددة إلى نهاية ماي الجاري• اعتبر حرز الله أن القضية هي تصفية حسابات، حيث رد على بن حمادي، رئيس مجمع ''اتصالات الجزائر''، فيما يتعلق بتخفيض 50 بالمائة من تسعيرة النت التي أقرها وزير البريد السابق، بوجمعة هيشور، والتي تعني كل المتعاملين دون استثناء، مستدلا بأزمة ''جواب'' المؤسسة التي تم إعادة ضمها إلى اتصالات الجزائر بعد إفلاسها بسبب تخفيض التسعيرة، ومنتظرا الحل من وزارة البريد في القريب العاجل• وعاد حرز الله بلغة الأرقام والاتفاقيات الرسمية إلى منطلق الأزمة التي وتّرت علاقة الطرفين، حيث تطرق أمس خلال ندوة صحفية بمقر مؤسسة ''إيباد'' إلى إقرار وزير البريد السابق بوجمعة هيشور وعلى المباشر يوم 22 أفريل 2008، ضرورة تخفيض تسعيرة الأنترنيت بنسبة 50 بالمائة، القرار الذي طبقته ''إيباد'' يومها والذي خلف خسائر مادية معتبرة لاحقا، بعد أن اعتبرت اتصالات الجزائر التخفيض ساري المفعول عليها فقط، لكن حرز الله، وردا على بن حمادي، قال إن ''التسعيرة ليست حكرا على المؤسسة العمومية، بل تجبر الخواص على تطبيقها، وقوانين البريد تقر ذلك''، مشيرا إلى تغير وضعية التعامل بعد 22 أفريل الفارط، بموجب الاتفاقية المبرمة بين ''إيباد'' و''اتصالات الجزائر'' لمواصلة تسديد ديون ''إيباد'' التي بلغت 2 مليار دينار، باحتساب مائة بالمائة من تسعيرة النت، وقد دفعت الشركة حسب حرز الله أكثر من مليار دينار، وتمت تسوية المشاكل المالية العالقة قبل جوان الفارط، في حين لايزال بن حمادي متمسكا بعدم تسديدها لحد الآن، الأمر الذي لم يهضمه حرز الله، خصوصا بعد قطع النت يوم الأربعاء الماضي على أزيد من 87 ألف مشترك وغلق 1600 قاعة أنترنيت، مع توقف ما يقارب 23 ألف طالب يزالون دروسهم ويحضرون للبكالوريا وشهادة التعليم الأساسي عبر شبكة ''إيباد''، ناهيك عن 1200 عامل الذين يشتغلون بالمؤسسة وشكاوى الزبائن من مؤسسات وطنية من مختلف القطاعات أمام هذه الوضعية والمطالبة بالتعويض، حسبما تشير إليه المادة 6 من بنود الاتفاقية بين المؤسستين، بضرورة تعويض كل 3 ساعات من القطع بيوم كامل• وأكد حرز الله عدم بيع المؤسسة أو فتح رأسمالها مناشدا وزارة البريد إيجاد الحل بالمفاوضات قبل اللجوء إلى العدالة، ومع تتبع كرنولوجيا الأحداث، فقد تم سحب مؤسسة ''جواب'' من النت بسبب إفلاسها بعد تخفيض التسعيرة ب50 بالمائة وإعادة إطلاقها ضمن مجمع ''اتصالات الجزائر'' لتفادي الخسائر، ثم قرار الوزير الأول أويحيى بإلغاء عقد ''أنور نت''، ليأتي دور ''إيباد'' التي تساهم في مشروع جزائر إلكترونية 2013• ويقول حرز الله عن تطورات الأحداث أن مؤسسته أمام معضلة التسعيرة والإشكال القانوني، خصوصا وأن لجنة المتابعة بين المؤسستين لم تنصب لحد الآن، في حين نصبت اللجان مع شركاء أجانب للدفاع وتسيير المشاكل قانونيا، فيما تبقى مضاعفة الفاتورة التي وصلت 2 مليار دينار، لكنها لن تتعدى مليارا في حال احتساب تخفيض 50 بالمائة، أهم العوائق التي تثقل كاهل المؤسسة، ورغم ذلك ستمضي ''إيباد'' عقدا حول إنتاج ''البطاقات الأم'' للكمبيوتر مع شريك صيني هذا الثلاثاء، لتسويق أجهزة الكمبيوتر لاحقا في حدود 18 ألف دينار•