اعتصم، صباح أمس، أمام محكمة بوفاعة، شمال ولاية سطيف، العشرات من عائلات المعتقلين الذين جرت محاكمتهم بتهم التجمهر غير المرخص والاعتداء على أملاك الدولة وقطع طريق عمومي خلال الأحداث التي شهدتها بلدية تالة إيفاسن، الأسبوع المنصرم• وعرفت محاكمة المتهمين، البالغ عددهم 30 شخصا، تعزيزات أمنية مشددة، حيث شوهد تواجد ما يزيد على 400 عون من عناصر قوات مكافحة الشغب تخوفا من انفلات الأوضاع ونشوب مواجهات أخرى، خاصة وأن كل المعتقلين ينحدرون من قرية أولاد يحيى بتالة إيفاسن، وقد منعت العشرات من العائلات حضور الجلسة، ولم يسمح سوى لأصحاب الاستدعاء، وهو الأمر الذي خلق فوضى كبيرة أمام البوابة الرئيسية للمحكمة أرغمت قوات مكافحة الشغب على التدخل من حين إلى آخر لتنظيم حركة المرور وتفرقة المعتصمين• في الجهة المقابلة، أكد العديد من سكان قرية أولاد يحيى أن أبناءهم لم يعتدوا على أية مؤسسة عمومية، ولم يخربوا أي ممتلك للدولة، ولم يقوموا سوى بقطع الطريق الولائي رقم 26 تعبيرا عن الظروف القاسية التي يواجهونها، وهي نفس الاعترافات التي أدلى بها المتهمون، كما تساءل المواطنون عن الغياب التام للمجلس الشعبي الولائي وأعضاء البرلمان لنقل انشغالات السكان وإطفاء نار الفتنة دون اللجوء إلى الحل الأمني، الذي يكون في أكثر من مرة سببا في انزلاق الأوضاع• ومن شأن تأخر صدور الأحكام النهائية ضد المتهمين بأعمال الشغب بتالة إيفاسن ساعات متأخرة من مساء البارحة، أن يساهم في تجنب حدوث انزلاقات ومواجهات بين عناصر الأمن وعائلات المعتقلين• وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لحركة الاستقلال الذاتي بمنطقة القبائل، تنقل صباح أمس، رفقة عضو آخر من نفس الحركة إلى قرية أولاد يحي وتحدثا مع المواطنين حول مجريات الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، والتي انتهت باعتقال 57 شخصا، وتم إيداع 30 منهم الحبس المؤقت، وقد اعتبرت بعض الأوساط أن هذا التحرك من طرف حركة الاستقلال الذاتي جاء من أجل كسب قاعدة شعبية متينة بهذه المنطقة التي كانت غائبة تماما في هذه المنطقة•