أجل قاضي الجلسة بالمحكمة الابتدائية لعين ولمان، جنوب ولاية سطيف عشية اول امس، الفصل في قضية المتهمين في أعمال الشغب ببلدية الرصفة جنوبا والبالغ عددهم تسعة شبان، بتهمة جنحة التجمهر غير المرخص وغلق طريق عمومي وغيرها إلى الأسبوع القادم، حيث بعد جلسة دامت أكثر من ثماني ساعات، التمس وكيل الجمهورية لدى المحكمة المذكورة تسليط عقوبة 18 شهرا حبسا نافذا. وقائع القضية تعود إلى نهاية الشهر المنصرم، حيث قام مجموعة من الشبان بالاعتداء بالضرب على قائد كتيبة الدرك الوطني بعين ولمان وحرق سيارة رباعية الدفع تابعة للكتيبة احتجاجا منهم على مصادرته مصدر قوتهم الوحيد المتمثل في مادة الشمة، وقد خلقت العملية حالة طوارئ بالمنطقة أسفرت عن توقيف 62 شخصا من طرف قوات التدخل السريع القادمة من خمس ولايات، انتهت بإحالة 23 شابا الحبس الاحتياطي، 14 بتهمة جناية محاولة القتل العمدي والحرق العمدي لأملاك الدولة والذي ينتظر الفصل في قضيتهم بعد انتهاء التحقيق، والتسعة الباقين الذين تمت محاكمتهم أول أمس، كيفت القضية ضدهم على أساس أنها جنحة التجمهر غير المرخص وغلق طريق عمومي وغيرها. هذا وتواصل وحدات الدرك الوطني عملية البحث عن 17 شابا يوجدون في حالة فرار يشتبه تورطهم في القضية. في ذات السياق، أفادت مصادر موثوقة أن مجموعة من أعيان بلدية الرصفة اجتمعت مساء أول أمس بقائد كتيبة الدرك الوطني لدائرة عين ولمان بمقر الدرك للرصفة لدراسة الأوضاع والانزلاقات التي شهدتها المنطقة مؤخرا، حيث اعتذرا الأعيان لمصالح الدرك عن التجاوزات الخطيرة التي بدرت من شباب البلدية والتي لم تكن من عادات المنطقة، وأضاف ذات المصدر أنه تم عقد امس لقاء آخر جمع قائد مجموعة الدرك الوطني لولاية سطيف بالأعيان بمدينة سطيف، بهدف تلطيف الأجواء والتحكم في الوضع. يذكر أن احداث الرصفة تعود بدايتها، إلى حوالي 15 يوما حينما قامت كتيبة الدرك الوطني بعين ولمان بمداهمة إحدى ورشات الشمة المقلدة وتوقيف الآبار الإرتوازية غير المرخصة التي كان يقوم بحفرها بعض الفلاحين بمنطقة ''لعقاريز'' برأس العين، حيث تمكنت مصالح الدرك من حجز حوالي 20 قنطارا من الشمة المقلدة من إحدى الورشات المتخصصة في صناعة هذه المادة، وهو الأمر الذي لم يتقبله صاحب الورشة الذي استدعى بعض أصدقائه الذين تجمعوا بكثرة وقاموا بالاعتداء على قائد الكتيبة، ثم أقدموا على حرق السيارة التي كان على متنها، ولم يتفرق جموع الشبان الغاضبين إلا بعد إطلاق قائد الكتيبة لعيارات نارية في السماء، ودخلت المنطقة على إثرها في حالة من الفوضى والغليان. ولم تتمكن مصالح الدرك من التحكم في الوضع إلا بعدما تم تعزيز المنطقة بقوات مكافحة الشغب، التي أوقفت 63 شخضا وتمت إحالتهم على وكيل الجمهورية لدى محكمة العلمة الذي أمر بإيداع 23 متهما الحبس المؤقت، 14 منهم بتهمة محاولة القتل والحرق العمدي لأملاك الدولة، و9 أشخاص بتهمة التجمهر دون رخصة وقطع الطريق، وأفرج عن 40 شخصا آخرين من بينهم 3 قصر.