يواجه أطفال تسمسيلت صيفا صعبا في ظل انعدام أي مرفق بالمدينة، ماعدا المسبح نصف الأولمبي، ما جعل الحرمان والعزلة الرفيقان الملازمان للمراهقين الضائعين بين بيع الجرائد، وتحسبا لدخول اجتماعي صعب، جمع نفايات البلاستيك والحديد وفي النهاية الإرتماء في وحل الإنحرافات، حيث لاتزال أودية المدينة المجاورة تشكل نقطة سوداء ومصدر للكثير من الأمراض والأوبئة• أما العطلة الصيفية فقد تحولت عند الغالبية العظمى إلى مصدر تعب ومعاناة من أجل السعي وراء توفير ثمن الأدوات المدرسية واللباس، تحسبا لدخول المدرسي المقبل• وفي جولتنا الإستطلاعية التقينا بعينة من الأطفال اللاهثين وراء لقمة العيش وتحدث البعض بعفوية•• فالفتى كريم لم يتجاوز ربيعه الثامن، كان يحمل مجموعة من الجرائد ليعيد بيعها ب 15دج وباع منها ما لايقل عن العشرين عددا، وهو المصروف الذي يقدمه لأمه يوميا، بالإضافة إلى التسول أمام مواقف الحافلات والمقاهي• وما أدهشنا في هذا الفتى أنه حريص على مواصلة دراسته مهما كلفه الأمر، لأن الدراسة عنده الحل الوحيد للتغلب على الفقر والوضع اليأس الذي تعيشه عائلته• وبأحد أحياء المدينة إلتقينا بعمر في 16 من العمر وهو يحمل كيسا كبيرا من الخردة وبقايا البلاستيك ليعيد بعيها بثمن بخس، بعد عناء طوال يوم كامل عبر الأحياء، حيث يبحث عن رزقه في القمامات وفضلات المنازل ويتحمل عناء كل هذا حتى لا يوقفه والده عن الدراسة كما حدث لإخوته الأربع• وفي إحدى المقاهي وجدنا علي، ورغم أن سنه لا يتجاوز 10 سنوات، إلا أنه يحمل العديد من اليوميات الإخبارية ويحاول بيعها بشتى الطرق وتحدث إلينا بنبرة اليأس بعد أن هدده الوالد المريض بتوقفه عن الدراسة، إذا بقي دون عمل ولا مدخول، خاصة أنه أكبر إخوته• هذه مجرد عينات وصور ملتقطة من بين آلاف الصور يتجرع مرارتها الأطفال وما تخزنه المدينة من آلاف الفقراء والعائلات المعوزة التي تنتظر التفاتة أصحاب الحل والربط•