أدانت الجزائر، أول أمس، بشدة قتل الرهينة البريطاني من طرف تنظيم ما يسمى ''القاعدة في المغرب الإسلامي''، معتبرة ذلك عملا إرهابيا جبانا وشنيعا، متقدمة بتعازيها الصادقة للحكومة البريطانية وإلى عائلة الفقيد، وأن الحكومة البريطانية أبدت صرامة كبيرة في تعاطيها مع هذا الملف برفضها لأية مساومة أو دفع فدية تستعمل في تمويل النشاطات الإرهابية المخلة بالاستقرار والأمن• وأضافت في بيان وزارة الخارجية أن الجزائر تلقت باستياء خبر مقتل الرعية البريطاني بعد احتجازه كرهينة منذ جانفي المنصرم، وأنها تحيي الحكومة البريطانية على الصرامة الكبيرة والمسؤولية اللتين تحلت بهما في إدارة هذا الملف، وأن الجزائر تجدد نداءها إلى تكثيف التعاون الدولي بهدف القضاء على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار الدوليين• وقال رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون، في بيان ندد فيه باغتيال الرهينة البريطاني، إن حكومته ستقدم لباماكو كل الدعم لاجتثاث تنظيم ''القاعدة'' من فوق أراضيها، في إشارة منه إلى عزم السلطات البريطانية التعاون مع جميع الجهات في منطقة دول الساحل لإنهاء مسلسل الأعمال الإرهابية الذي أصبح يشكل خطرا على الجميع، وأن استخدام القوة أصبح ضروريا لمواجهة هذه العناصر الدموية• واتخذ المسؤول البريطاني من الإستراتيجية التي أعلنت عنها وزيرة الداخلية، جاكي سميث، يوم 24 مارس ,2009 لمكافحة الإرهاب وتنسيق سبل مواجهته لحماية المواطنين البريطانيين، حين أعلنت ''أن الملاحقة ستستفيد من موارد إضافية لعرقلة الشبكات الإرهابية في الخارج ومحاكمة المسؤولين عنها''، مضيفة في سياق حديثها أن حماية المواطنين البريطانيين هي الهدف الأساسي وهدف الإستراتيجية الجديدةللندن في مكافحة الإرهاب وخفض الخطر الذي يشكله الإرهاب حتى يتمكن الناس من المضي في حياتهم بكل حرية وثقة، وأن بريطانيا تملك واحدة من أشمل استراتيجيات مكافحة الإرهاب في العالم وأوسعها نطاقا، خاصة بعد تعديلها وأخذ بعين الاعتبار التهديد المتغير من حيث طبيعته• وأوضح رئيس الوزراء البريطاني في بيانه أن اغتيال داير يزيد بريطانيا عزما على عدم الرضوخ أبدا لمطالب الإرهابيين أو التعامل معهم بدفع الفدية، وقال ''أريد أن يعلم من يلجؤون للإرهاب في حق مواطنين بريطانيين بشكل لا يدع مجالا للشك أننا وحلفاؤنا سوف نتعقبهم بلا كلل، وأنهم سوف يلقون مصيرهم الذي يستحقونه''، كاشفا في ذات الوقت عن الاتصالات التي تجريها لندن مع عدة أطراف لبداية تنفيذ وعوده الداعية إلى اقتلاع القاعدة في المنطقة، حين ذكر أنه ناقش مرارا مع الرئيس المالي القضية التي تهدف إلى ملاحقة العناصر الإرهابية في المنطقة• ووصفت وزارة الخارجية السويسرية من جهتها عملية اغتيال الرهينة البريطاني، أنه انتهاك شديد لكرامة الإنسان، وأنه على سويسرا تكثيف تعاونها مع الرئيس المالي للإفراج عن الرهينة السويسري، موضحا أن وزير الخارجية البريطاني يتعاون مع السلطات السويسرية باسم بلاده لضمان الإفراج عن الرهينة السويسرية دون تقديم تنازلات جوهرية للإرهابيين•