ما كنت أريد التعليق على ما ظل يصدر من بعض ''الأشقاء'' المصريين بشأن تبعات الهزيمة التي لحقت منتخب ''الفراعنة'' في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة أمام منتخبنا الوطني، من باب أن الأمر لا يتعدى أن يكون لقاء كرويا، انتهى بعد أن صفّر حكم المقابلة الجنوب إفريقي نهايتها• لكن أن يتطاول أحد ممن يدّعي أنه محلل رياضي في قناة ''مودرن ''1 الفضائية المصرية، على تاريخ الجزائر وثورتها المجيدة وشهدائها الأبرار، فذاك ما لا يجب السكوت عنه• وبالعودة إلى الحصة التلفزيونية ''ستاد مصر'' التي بثتها الفضائية ''مودرن ''1 سهرة الخميس إلى الجمعة، قال منشط الحصة لمستضيفيه (محللين رياضيين) إنه برمج بث صور عن فرحة الجزائريين بفوز المنتخب الوطني أمام نظيره المصري• لكن المحلل الرياضي طلب عدم بث الروبورتاج، وهو ما تم فعلا•• بعدها اتصل مصري مقيم في الجزائر، وقال كلاما جميلا عن الجزائر وعن الجزائريين، ومما قاله ''أرض المليون ونصف المليون شهيد•••''، فقاطعه المحلل الرياضي قائلا ''أنا لا أعرف ولا أسمع إلا عن مليون شهيد في الجزائر، أما نصف المليون الآخر، فهر مرتبط بارتفاع الأسعار•••''• كلام خطير وغير مسؤول صدر عن محلل رياضي، في قناة فضائية مصرية••ويفترض على هذا المحلل أن يكون ''رياضيا'' ويتمتّع بالروح الرياضية، وأن ألا يتعدّى حدود الرياضة، ليطعن في تاريخ بلد يشهد له العالم، والغريب قبل الصديق، بثورة يدرّسها الغرب في كتب التاريخ ومناهج التعليم•• وألاّ ينقص من قيمة شهداء الجزائر، ولا في عددهم••• صحيح أن هزيمة ''الفراعنة'' في الجزائر كان لها وقعها على الأشقاء في مصر، لكننا لم نكن أبدا نتصوّر أن ينزل النقاش إلى مثل هذا المستوى•••فنحن في الجزائر، رغم ما لاقيناه في العديد من المناسبات في مصر من صعوبات ومضايقات، كأن يعزف نشيد ''على أعدائك يا مصر•••'' عندما فاز منتخب كرة اليد المصري على نظيره الجزائري في تسعينيات القرن الماضي، وكأننا نحن الجزائريين أعداء''، ومع ذلك لم نطعن أبدا في تاريخ مصر، ولم نتحدث عن ''قوافل المومسات'' اللواتي ''أرسلن'' إلى جنود الأمريكان في صحراء السعودية في حرب الخليج الثانية•••