تزامن لقاء زوال أمس السبت الذي جرى في زامبيا بين التماسيح والفراعنة مع يوم العطلة الأسبوعية الجديدة للجزائريين، وهو ما جعلهم يخلدون في غالبيتهم للنوم صباحا، فكانت الشوارع شبه خاوية إلى ما بعد العاشرة صباحا .. ولكن الحركة اندلعت بعد ذلك وكان واضحا أنها رياضية مئة بالمئة.. * حيث بدأ البحث عن الطرق التي تضمن لهم متابعة "موقعة" زامبيا التي بدت مصيرية إلى أبعد حد .. وفاجأت الجزيرة الرياضية مشاهديها بالإعلان عن بث المباراة عبر القناة الثانية المشفرة، مما مكّن من كسب وسيلتين إعلاميتين لمتابعة المواجهة وهي "آرتي والجزيرة" رغم أنهما مشفرتان..وحجز الشباب المهووس بالكرة مقاعدهم في المقاهي قبل منتصف النهار وتحوّلت جميعها إلى شبه ملاعب كروية ناصر فيها الشباب المنتخب الزامبي إيمانا منهم بأن أي تعثر للفراعنة معناه تسهيل المهمة لرفقاء "مقني" لبلوغ النهائيات قبل رحلة القاهرة، قبل أن يقتل حسني عبد ربه آمالهم بهدف أطال من "السوسبانس". * وتجولت الشروق اليومي في بعض المقاهي ورأت أن المباراة سلبت اهتمام الناس أكثر من مباراة الخضر أمام رواندا وهو ما حذر منه السيد محمد الأمين وهو صاحب مقهى "صراحة لم يسبق لي وأن استقبلت جمهورا بهذا العدد إلى درجة أن بعض المناصرين ترجوني وتوسلوا لي إلى درجة البكاء لأجل أن أحجز لهم مقعدا أماميا في المقهى .. لقد اشتريت منذ شهر بمبلغ مليون سنتيم بطاقة الجزيرة الرياضية لأجل كسب زبائن جدد يعشقون البطولة الاسبانية وبقي الحضور محتشما لكن خلال مواجهة الزامبيين للأشقاء المصريين انقلبت الأمور رأسا على عقب..وظلت الهتافات والهستيريا طوال المباراة التي كانت نتيجتها تهم الجزائريين الذين لم يكونوا ضد المصريين ولكنهم كانوا يريدون تأهل المنتخب الجزائري كما قال "حسام" وهو جامعي بطال ".. صراحة لو توفرت لي وسيلة نقل جوية أو برية لسافرت إلى زامبيا لتشجيع أشبال رونار .. ليس حبا في الزامبيين أو بغضا للمصريين ولكن حبا في الجزائر التي أريدها أن تكون مع الكبار كرويا وفي جميع المجالات.. صراحة عشت مباراة زامبيا في ظروف نفسية عصيبة بين الخوف والأمل قبل ان تنهار معنوياتي بسبب الاداء السلبي للزامبيين في الشوط الثاني".. وكانت مشاريب المقاهي منذ منتصف النهار تتهاطل على الزبائن مثل المطر، ولم يكن الزبائن يتلذذون بالمشاريب والحلويات بل كانوا يدفعون وفقط .. كما أن بعضهم تناول وجبة غذائه داخل المقهى بأخذ حليب مع بريوشة أسكتت معدته وجعلته يتابع مواجهة زامبيا بكل جوارحه. * الكل بقي ينتظر صافرة الحكم الطوغولي لإعلان النهاية، ولم يستطع أحد من المهووسين وعشاق المنتخب الوطني بعد فوز الفراعنة سوى التعبير عن حزنهم حيث قلت حركة السيارات نحو الشوارع .. رغم أن الآمال مازالت كبيرة خاصة في سهرة اليوم حيث سترتفع أسعار التذاكر الخاصة بمواجهة البليدة في السوق السوداء لأن مشاهدة المنتخب الوطني ودفعه نحو التسجيل بأكبر عدد ممكن من الأهداف هو واجب الجميع.. ورغم التحذيرات والنصائح التي قدمتها الإتحادية للمناصرين بعدم المغامرة في التنقل إلى البليدة ماداموا لا يملكون التذاكر إلا أن وفودا من "الشوفينيين" بسبب نتيجة أمس في زامبيا المحزنة، جعلتهم لا يأبهون لتحذير اتحادية الكرة وروراوة بالخصوص، فتنقلوا منذ عصر أمس في مواكب من الجزائر العميقة، وقال بعضهم من عنابة إنهم حتى لو لم يتمكنوا من متابعة المباراة من ملعب تشاكر فإن متابعة مقابلة اليوم عبر الشاشات العملاقة بالبليدة له دلائل أخرى على بعد أمتار قليلة من الملعب، بينما قال آخرون إنهم مستعدون لاقتناء التذكرة ولو بمليوني سنتيم، كما قال وسيم "عمري 24 عاما ولم يسبق لي أن تابعت الجزائر في كأس العالم.. والآن عندما حانت الفرصة التاريخية أريد أن أكون في الملعب مع أترابي ومستعد صراحة لدفع مليوني سنتيم وهي رأس مالي الوحيد لأجل اقتناء تذكرة تجعلني أحد المساهمين في دفع منتخبنا لتسجيل خماسية تعقد مهمة شحاتة المطالب حينها بالفوز بأربعة أهداف نظيفة أمام منتخبنا".