''الفجر'' استطلعت آراء بعض الطلبة الجامعيين في هذا الشأن، سيما في ولايات المسيلة، سطيف، برج بوعريريج، ميلة، المدية، والبليدة، حيث أجمع هؤلاء على أن توفر حافلات النقل الجامعي للمستثمر الخاص ''طحكوت'' أنستهم المطلب الذي ظل لسنوات مطلبا ملحا لفئة الطلبة، وهاجسهم اليومي بشكل ظل يؤثر على تحصيلهم العلمي• وفي هذا السياق كشف لنا جامعيو ولايتي سطيفوبرج بوعريريج، سيما الطلبة الذين يقيمون خارج عواصم الولايتين، أنهم عانوا الويلات في السنوات الماضية مع وسائل النقل الجامعي• ندرة وسائل النقل، وقلتها إن وجدت، علاوة على رداءة نوعيتها، دون الحديث عن تعطلها في الكثير من الأحيان• اكتظاظ رهيب، تأخر في مواعيد إقلاع ''أشباه الحافلات'' ووصولها، فوضى لا مثيل لها•••هي بعض الصفات والصور السوداء التي لا زال يتذكرها الطلبة ممن تحدثنا إليهم، وهم الذين يؤكدون أن الوضع تحسن بكثير بعد أن فازت الشركة الخاصة ''طحكوت'' بصفقات النقل الجامعي في هذه الولايات، وأراحت بذلك آلاف الطلبة من الجحيم الذي استمر لسنوات• ويقول طلبة جامعيون من ولاية المسيلة إنهم كانوا في كل عام دراسي يجدون أنفسهم مضطرين إلى قطع الطريق في حركات احتجاجية سلمية، لنقل مشكلتهم ''الأبدية'' وهي مشكلة النقل، ''لكن بعد وصول حافلات المتعامل الخاص، انتهى الكابوس، وأصبحنا اليوم لا نهتم إلا بدروسنا ومطالب اجتماعية أخرى، لا تتعدى في أسوء الحالات نوعية الوجبات المقدمة لنا في المطاعم الجامعية'' يقول الطالب عباسي أحمد• قبل سنوات كان الطلبة الجامعيون ممن يقطنون مناطق بعيدة عن المراكز الجامعية في سطيف، مثلا، يعانون الأمرّين مع وسائل النقل• فتراهم مصطفين أمام الطرق ينتظرون حافلة نقل عمومية، أو سيارات الأجرة لمن يملك مقابلها المالي، وآخرون ينتظرون ''رأفة'' أصحاب السيارات الخاصة، وكأنهم يتسوّلون، وكل أملهم كان أن يصلوا مقاعد المدرجات، والمشكلة كانت تتضاعف أيام الامتحانات، وتخوف الطلبة يزداد من أن يصلوا متأخرين، ومعنى ذلك الإقصاء أو إعادة السنة• ويضيف جامعيو سطيفوالمسيلةوبرج بوعريريج وميلة، ممن التقتهم ''الفجر'' أن الجامعيات كن أكثر ضحايا أزمة النقل، حيث تسبب ذلك في توقف العديد من الإناث عن متابعة دراستهن، خاصة وأنهن ''ضحايا'' العقليات والعادات ونظرة المجتمع للفتيات ممن يتأخرن عن العودة إلى منازلهن•• وهو واقع عشناه ولمسناه في مناطق عديدة من ولايات المسيلةوبرج بوعريريجوسطيف• نفس الارتياح وجدناه لدى العديد من الطلبة الجامعيين في ولايتي المدية والبليدة، الذين أكدوا لنا أنهم تخلّصوا من أزمة النقل التي لازمتهم لسنوات، وقال لنا أحد هؤلاء ''كنا نحسد زملاءنا في العاصمة، وهم ينقلون براحة تامة، لا يعرفون معنى الاكتظاظ، وتأخر المواعيد ومواقيت الوصول إلى مدرجات الجامعة، والتفكير في العودة مساء إلى منازلنا•••''• أجمعت العديد من التنظيمات الطلابية أن الشركة الخاصة للنقل الجامعي أراحت الطلبة بشكل كبير، وأكثر من ذلك تحدث هؤلاء عن توفر الأمن في محطات نقل الطلبة أو داخل الحافلات، التي يشرف على متابعها عشرات الأعوان والعمال• وتحوز شركة ''طحكوت'' على أكثر من 2300 حافلة نقل جامعي على مستوى عدد من الولايات، أهمها فرع الرغاية بالعاصمة الذي به أزيد من 1400 حافلة، وعدد عمال بالآلاف في مختلف الشركات التي يملكها طحكوت محي الدين، الذي أطلق عدة مشاريع استثمارية، من ذلك شركة تركيب الشاحنات والحافلات في ولاية سطيف مع شركة أجنبية•