قال عمار يزلي، أستاذ في علم الاجتماع بجامعة وهران، إن مساحة التعبير عند أدباء إفريقيا الفرانكفونية، ضيقة وموجهة، لذا تجد كتاباتهم في الغالب لا تعبر فعلا على واقع بلادهم ولا تنتمي إلى ثقافتهم، عكس البلدان المستعمرة من طرف الإنجليز أوالبرتغال الذين يجدون هامشا أوسع وأكثر حرية•• وأوضح يزلي، خلال محاضرة قام بها ثلة من الأساتذة المختصين في الأدب الإفريقي، عشية أول أمس في ساحة رياض الفتح، أن هذا راجع إلى العقلية الاستعمارية التي يتميز بها الفرنسيين لأنهم عندما يستعمرون بلدا لا يكفيهم السطو على خيرات أوطانهم المادية، بل يسعون إلى التغلغل في عقلياتهم ومسخها بالتفكير الفرنسي والثقافة الفرنسية، وهذا ما لا نجده عند الإنجليز والبرتغال الذين ينتهجون استعمار شبيه إلى حد ما بالاستعمار الفينيقي، الذي هو في الأساس استعمار تجاري، أي أن المستعمرات الإنجليزية هي في الغالب محطات نفوذ تجاري لا غير، ما يجعل الكاتب الإفريقي الذي يكتب باللغة الإنجليزية أكثر حرية من زميله الذي يكتب بالفرنسية• من جهته، فضل إدريس بخاري تسمية الأدب الأفريقي بالكتابات الإفريقية كون الأدب الإفريقي حتى وإن كان وحدة جغرافية فإن الكتابة مختلفة من الشمال إلى الجنوب• وأوضح في ذات السياق أن الكتابة الإفريقية كانت مزدهرة باللغة العربية وتعبر أول لغة حاول تخليص الأدب الإفريقي من الشفهية، قبل أن تعرض القارة السمراء إلى الاستعمار الأوروبي الذي فرض لغته في أحيان كثيرة لغة رسمية و لعل مملكة غانا و التي في الأصل ''الجنة '' دليل على الرواج الكبير للغربية في الصحراء الإفريقية• أما الكاتب الأريتيري، محمود أبو بكر، فقد خالف رأي المتدخلين، باعتبار اللغة العربية دخلت مع الفتح الإسلامي إلى أفريقيا وأكد أن منطقة القرن الإفريقي، أول منطقة تكلمت العربية في إفريقيا، وهذا في القرن 6 قبل الميلاد إثر انهيار سد مأرب في اليمن، ما جعل سكان جنوب اليمن يلجأون إلى القرن الإفريقي للقرب الجغرافي بين القرن الإفريقي وجنوب الجزيرة العربية، كما أكد أن لغات المستعمر ليست فقط المستعملة في الكتابة•• فمثلا في أريتريا•• يقول أبو بكر، يكتب الأدب بالحرف ''الجيزي '' والذي يعتبر حرفا يمنيا قديما مازالت تحتتفظ به المتاحف اليمنية • وهذا الحرف يعتبر من بين اللغات 41 المدونة من أصل 700 لغة إفريقية التي تعتبر شفهية ولاتزال شفهية لم تعرف نور التدوين إلى حد الآن •