ألقى الفريق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي فايد صالح، أول أمس، كلمة بمناسبة مراسيم حفل تخرج دفعات الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، والتي أشرف عليها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع، عبد العزيز بوتفليقة، وحضرها إطارات سامون في المؤسسة العسكرية وشخصيات وطنية وأجنبية• وأشاد الفريق فايد صالح في بداية كلمته بمجهودات الرئيس بوتفليقة التي بذلها للوصول بالمؤسسة العسكرية إلى القوة والحداثة والتطور التي أصبح يتمتع بها إطارات الجيش وأفراده، من ''خلال الإصلاحات والمنهجية المحترفة في التكوين والتسيير، وحرصه الشديد على مواصلة مسيرة الرقي بالجيش الوطني الشعبي إلى مصاف الجيوش العالمية، والذي جعله ركيزة أساسية وقوية تعتمد عليها البلاد لتأمين مجرى بلوغ ذروة المجد والوصول إلى أعلى درجات الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والتكنولوجي، وذلك في ظل السيادة التي يحفظها الجيش وبسطه للأمن في ربوع الوطن ونشره للاستقرار، وأن القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية تشجع المؤسسة العسكرية على العمل بأقصى ما تملك على تلبية حق الشعب الجزائري الشرعي في الاطمئنان الكامل على حاضر بلاده ومستقبلها، على اعتبار ذلك من رموز الهيبة والمناعة التي تجعل الجيش الشعبي الوطني يركز قواعده لغرس كل ما يرمز للجزائر في نفوس وعقول وذاكرة الأجيال الشابة''• واقع يجعل دور المؤسسة العسكرية يعود إلى ما كان عليه من قبل، بتوسيع مهامه وأهدافه الأمنية والاقتصادية والثقافية والفكرية، على غرار الجيوش العالمية المحترفة حيث يكون دور المؤسسة العسكرية واسعا ومتشعبا ويرقى بالبلاد إلى ما يتطلع له أبناؤها• ويبقى ذلك من اهتمامات وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة، منذ توليه مهامه وبعد أن تحقق جزء كبير من برنامجه في الاتجاه ذاته، ما جعل إطارات المؤسسة العسكرية في عدة مناسبات تعترف بهذا التطور الحاصل من خلال كلمة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق فايد صالح• وما قرار إعادة فتح مدارس أشبال الثورة تحت اسم ''مدارس أشبال الأمة'' وكذا التوجه نحو منظومة تكوينية ثرية من خلال فتح مدارس وأكاديميات جديدة بفروع تكوينية حديثة إلا دليل على التنسيق الكبير والتوجه المشترك نحو رفع المؤسسة العسكرية إلى الاحترافية العلمية، وإعداد نخبة عسكرية علمية تواصل مسيرة الجيش الشعبي الوطني، سليل جيش التحرير، من خلال الاعتماد على نخبة عالية التكوين والمستوى الأكاديمي، في واحدة من السبل التي تحقق ما يسعى إليه القائد الأعلى للقوات المسلحة وإطارات المؤسسة العسكرية، باعتبار أن هذه المدارس ستشكل مصدرا خصبا لتلبية حاجيات الجيش وتحقيق أهدافه النبيلة والثقيلة• إن استعمال الفريق فايد صالح في كلمته أمام رئيس الجمهورية عبارة ''العصابات الإرهابية'' لدليل على نجاح أفراد الجيش الشعبي الوطني في مكافحته للإرهاب، وأن ما يقع من أحيانا ما هو إلا أعمال معزولة تنتهجها عصابات مثلها مثل قطاع الطرق أو عصابات التهريب والإجرام، التي تنتهج المخادعة في أعمالها الدموية، وفي مجموعات صغيرة تنتقم من المواطنين ليس إلا• ورغم ذلك يبقى الجيش عازما على تطهير الجزائر من هذه العصابات الغادرة بالعمل بلا هوادة تطبيقا لتعليمات وتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة، باعتبار أن بقايا هذه العصابات الإرهابية الضالة والمضللة والمفلسة شوهت الدين الإسلامي وحاولت تشويه الجزائر وأبنائها، غير أن يقظة المؤسسة العسكرية تقف أمام انحرافاتها بمساعدة الشعب واحترام أحكام وأبعاد ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، التي لازالت سارية المفعول للراغبين من أبناء الجزائر المغرر بهم في العودة إلى أحضان المجتمع، مثل سابقيهم من التائبين، وإن تمادي هذه العصابات الإرهابية الضالة في الغدر بأبناء الجزائر يزيد الجيش الشعبي الوطني عزيمة لمتابعتهم والقضاء عليهم، ولا يمنع ذلك بمواصلة مسيرة البناء والتشييد والتطور، باعتبار أن بقايا الإرهاب أصبحت عصابات إجرامية دموية أفلست جراء وقوف أفراد المصالح الأمنية بحزم وتفطن المواطنين لفكرها الضال، وتبقى أبواب التوبة مفتوحة في واحدة من أجمل صور التسامح التي يرسمها الشعب الجزائري، إلا أمام الضالين منهم، الذين يحاولون تخويف الشعب الذي أثبت أنه بالغ وغير قاصر•