ولاية الجلفة فصل الصيف هذا الموسم بكثير من الحزن والأسى، نتيجة غياب المرافق الضرورية، فأغلبية المسابح مغلقة، بالرغم من المصاريف التي كلفت من أجل انجازها، ويتجه شباب وأطفال الجلفة نحو أماكن أخرى، بحثا عن الاستجمام والراحة، بالرغم من أنها خطر كبير عليه، وقد وقفت "النهار" على العديد من الشباب الذين اختاروا البرك والأودية من أجل السباحة فيها، كما هو الحال لشباب حي بوتريفس الذي يتجهون نحو وادي ملاح لقضاء فترات القيلولة بداخلها هروبا من حر الصيف، خصوصا وأن ولاية الجلفة تعتبر من أكثر ولايات حرا، وبالرغم من خطر الأودية عليهم، إلا أنهم يفضلونها عن الحرارة التي لا تطاق، كما يتجه بعض الأطفال والشباب إلى البرك المائية والأحواض الخاصة بالبساتين، كما هو الحال لأطفال دار الشيوخ الذي يتجهون نحو بحيرة العقيلة لقضاء وقت القيلولة بداخلها، وقد ابتلعت هذه البحيرة العديد من أطفال دار الشيوخ والقرية، وبالمقابل سجلت مصالح الحماية المدينة العديد من حالات الغرق داخل الأودية والبرك وحتى السدود؛ كسد مدينة الشارف الذي ابتلع شباب في مقبل العمر، وأمام هذا الوضع الكارثي توجد مسابح ومركبات رياضية كلفت الملايير لانجازها إلا أنها مغلقة، كحال المسبح المتواجد بدار الشباب مخلوف مخلوفي المغلق منذ أكثر من ستة سنوات، بالرغم من أنه كلف الدولة مئات الملايين لانجازه، وقد افتتح أبوابه مرة أو مرتين أمام الشباب، لكن الإهمال طاله ولم يفتح بعدها إلى يومنا هذا، كما يوجد بدار الشيوخ مركب رياضي يوجد بداخله مسبح، إلا أنه يبقى عاجزا عن العمل، نفس الحالة بحاسي بحبح والإدريسية اللذين يوجد بهما مسابح لكنها مغلقة إلى أجل غير مسمى، نفس الشأن لبلدية مسعد والتي حرم شبابها على مر السنين من أدنى المرافق، حيث يبقى الشباب والأطفال يتنقلون إلى وادي تامديت والسد والأحواض العديدة، وقد لفظ وادي تامديت خلال السنوات الماضية، أرواح العديد من الشباب نظرا لخطورته، في حين تجري الآن الأشغال لانجاز مسبح نصف أولمبي ليسد بذلك فراغا رهيبا لطالما عانت منه الفئات الشبانية. هذه الوضعية أدت إلى تحرك بعض الجمعيات المهتمة بشباب الولاية، التي طالبت من مديرية الشباب والرياضة للنظر في حال الشباب الذي يعاني من مشاكل كبيرة، وهموم قد تؤدي إلى انفجار الوضع، كما طالبوا بوضع حلول ناجعة لمشاكل الشباب الذي أصبحت تزداد يوما بعد يوم، خاصة في ظل الفراغ الذي تشهده المناطق النائية للمراكز والمنشآت الرياضية والتي تبقى المتنفس الوحيد لغالبية الشباب في ظل العزلة وغياب أدنى المساعدات والدور المنوط للمهتمين بالرياضة ببلادنا.